رأى ​الشيخ أحمد قبلان​ أننا ضمن منطقة عاصفة يختلط فيها ​الخط الأزرق​ بالخط الأخضر وسط محور دولي لدود يعيش على الدمار والنار وقتل الأبرياء ما يفترض شدّ الأحزمة ​لبنان​ياً وإعلان نفير سياسي لتشكل ​حكومة​ طوارئ بهدف حماية البلد وتعزيز قدرة ​الدولة​ على التقاط الأنفاس وحماية ​السلم الأهلي​ إلا أن البعض يرى أن لعبة الرقص على الفراغ وإغراق البلد بالعتمة والفوضى و​رفع الدعم​ والجوع والدفع نحو الدائرة الحمراء يعطيه حظوظاً أكبر بغزواته السياسية الإنتحارية.

واعتبر في تصريح له، بان المطلوب رجال دولة وليس نواطير سياسية لإدارة واقع البلد المهدّد وسط عواصف إقليمية تتطاير أَلسنة ​صواريخ​ها، خاصة أن ما يجري بغزة يعني ​بيروت​ بالضرورة ولا حياد فيه لأن محور ​تل أبيب​ وأنظمة التطبيع برعاية ​واشنطن​ تعوّل على نتائج عسكرية قوية لتل أبيب بهدف فرض طوق أمني سياسي مالي معيشي كارثي على لبنان وبعض دول المنطقة، وهو ما يبدو مستحيلاً أمام نصر استثنائي تزرعه مقاومة غزة بهيكل قوة تل أبيب المتآكل، والنصر الجديد لغزة يجسدّه خرق دفاعات تل أبيب وكسر هيبتها وإذلال قيادتها وإغلاق مطاراتها وإغراق مدنها الكبرى بوابل من صواريخ شديد التدمير والتأثير فضلاً عن استهداف منصاتها ​الغازية​ وتهديد حاوياتها البتروكيمائية وتحويل أكثر مدنها إلى مناطق مهجورة. ولأول مرة بتاريخها تشهد تل أبيب حصاراً جوياً من هذا النوع المذل، لدرجة أنّ صواريخ غزة بتوقيع ​قاسم سليماني​ حوّلت حلم استعادة ​فلسطين​ إلى واقع محسوس سنراه بأمّ العين.

ولفت قبلان الى ان المعادلة اليوم "أقصانا لا هيكلكم" وزمن الحجارة انتهى لصالح معادلة صواريخ ثقيلة حولت كل شبر بالكيان المحتل إلى هدف وسط كابوس صواريخ حوّل مجاميع الصهاينة إلى أرانب مهووسة بالذعر والملاجئ ودفع ب​المؤسسة العسكرية​ الصهيونية لاستهداف الأبراج المدنية والمكاتب الرسمية والبيوت الشعبية كتعويض فاشل عن هزيمة الحرب في حين من يصنع النصر يرمي تل أبيب ويدكّ مدنها ويهدّد مفاعلها ويحوّل أكبر مناورة عسكرية بتاريخ تل أبيب إلى مقبرة، والنصر الإستراتيجي يمرّ ب​الصواريخ​ الثقيلة التي تزعق فوق تل أبيب وليس بدمار الأبراج السكنية ودعاية الحرب على البيوت الشعبية، وهذا ما يجب أن يفهمه بعض المقامرين في لبنان، لأن زمن التهويد والأمركة إلى زوال قريب.