ذكرت صحيفة "الغارديان" في ​تقرير​ لها، إن الرئيس الأميركي جوزيف ​بايدن​ قد يجد نفسه معزولا لو استمر يدافع عن ​إسرائيل​ في الحرب المشتعلة الآن في غزة. ولفتت الى إن الدفاع الحماسي عن إسرائيل هو تعبير عن موقف التزم به بايدن عندما كان سناتورا شابا ولم يتخل عنه أمام ضغط ​الجناح​ التقدمي وعدد من الديمقراطيين ​اليهود​ المطالبين بموقف متشدد من ​بنيامين نتانياهو​، رئيس الوزراء الإسرائيلي. بل عبّر بايدن عن استعداد لمواجهة عزلة في ​مجلس الأمن الدولي​ على حساب مصداقيته كرئيس يبحث عن الإجماع الدولي ويؤكد على مبادئ ​حقوق الإنسان​ في ​السياسة​ الخارجية.

ولفتت الصحيفة البريطانية الى أن الضغط الدولي والمحلي على الرئيس قد يصبح كبيرا بدرجة لا يمكنه تجاهله في ضوء زيادة أعداد الضحايا. وأبدى اليهود الأميركيون شكوكا متزايدة من نتانياهو وسياساته، ففي دراسة مسحية نشرها مركز "بيو" للاستطلاعات هذا الأسبوع، كشف أن 40% من اليهود الأميركيين لم يوافقوا على قيادة نتانياهو، ووصلت إلى 32% بين ​الشباب​ اليهود.

وعارضت نسبة 35% فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل. ودعت جماعة الضغط اليهودية "جي ستريت" التي يتزايد تأثيرها داخل الحزب الديمقراطي، دعت بايدن لعمل المزيد من أجل وقف سفك الدماء، ووقف السياسات الإسرائيلية التي ساعدت في اندلاع النزاع.

وحث رئيس المجموعة جيرمي بن عامي "الإدارة على أن تتخذ موقفا واضحا وهو أن طرد وتشريد العائلات الفلسطينية من القدس الشرقية والضفة الغربية غير مقبول وكذا استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين". وكتب تقدمي يهودي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي مدافعا عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وقال بيتر بينارت إن "عمليات الطرد من القدس الشرقية قابلة للاشتعال لأنها مواصلة لأنماط الطرد التي هي قديمة قدم إسرائيل".

وساهمت سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب وتبنيه نتانياهو وسياساته في جعل السياسة الأمريكية متحزبة تجاه إسرائيل. ودعا السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن رون دريمر إلى اجتذاب الإنجيليين الذين يدافعون بحماس عن إسرائيل بدلا من الحديث مع اليهود الأمريكيين الذين يعتبرون وبشكل غير متناسب من بين نقادنا. وساعد إنجيليون مثل مايك بنس، نائب الرئيس السابق، ومايك بومبيو، وزير الخارجية السابق، على تشكيل سياسة ترامب تجاه إسرائيل.

والإنجيليون ليسوا قوة في الحزب الديمقراطي، لكن اعتبارات الانتخابات النصفية في العام المقبل، والحفاظ على الولايات الزرقاء والحمراء، تجعله حريصا على مواصلة موقفه حتى يظل محافظا على الغالبية في الكونغرس.

ولكن بايدن لا يستطيع تهميش الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، لأنه كان وبمساعدة شخصيات مؤثرة مثل بيرني ساندرز وراء فوزه في الانتخابات الرئاسية التي فشلت فيها هيلاري كلينتون. وكانت النائبة عن نيويورك ألكسندرا أوكاسيو كورتيز من أشد الناقدين لموقف بايدن الذي أكد فيه على حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها. وقالت: لو لم تكن إدارة بايدن غير قادرة على مواجهة حليف فمن سيكون؟ وكيف سيزعمون بصدق أنهم يقفون مع حقوق الإنسان؟. وقالت "هذا يحدث بدعم أمريكي ولا يهمني الطريقة التي يحاول فيها المتحدثون الرسميون تقديمها، صوتت الولايات المتحدة ضد دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار".

وذكرت كارميل أربيت، الزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلنطي: انه "لدى بايدن بوصلته عندما يتعلق الأمر بالمنطقة، ولن يكون عرضة للجناح التقدمي في حزبه"، وأضافت: "مع أن هناك بعض الضغط داخل الحزب الديمقراطي لاتخاذ موقف أقل تعاطفا من إسرائيل وبدأ يدفع باتجاه حوار مختلف، لكنه لا يدفع السياسة حول هذا الموضوع". واستطردت: "الكثير يعتمد على الوضع، فلو زاد تصعيد النزاع وزاد عدد الضحايا بشكل كبير فقد يتغير موقف بايدن".

وراى دانيال ليفي، رئيس برنامح الشرق الأوسط، أن الأرض بدأت تتحرك من تحت أقدام بايدن، قائلا: "من المبكر الحديث عن نهاية المعاملة الخاصة التي تلقتها إسرائيل في السياسة الأميركية والسياسات التي ميزت الإدارات الجمهورية والديمقراطية السابقة. لكن الديناميات التي تدفع باتجاه علامات التغيير واضحة. والسؤال عن سرعة وكيفية تحركها". وعلى المدى القصير فإن هذا يعتمد على مجلس الشيوخ بـ 50- 50 والصوت المرجح لكامالا هاريس الذي يعتمد عليه بايدن.