أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​محمد رعد​، إلى أنّه "معروفة هي الدوافع التي حفزت ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ لتوجيه رسالته للمجلس النيابي، ومعروفة العوائق التي تؤخر، إن لم نقل تعطل ​تأليف الحكومة​. ومعروفة اتجاهات الضغط الإقليمي والدولي الإيجابية والسلبية التي تؤثر في توفير المناخات المؤاتية أو عكس ذلك، وواضحة تماما وضعية الكيمياء السائدة بين المعنيين، أشخاص واتجاهات ومواقع".

ولفت رعد، خلال ​جلسة مجلس النواب​، إلى أنه "في بلد منكوب كبلدنا، لا يمكن للمواطنين إلا ان يروا في غياب الحكومة دلالة كارثية ومؤشر سلبي يفاقم المشكلات بالبلد"، مشدداً على ضرورة "تأليف حكومة أولوية لا نقاش حولها، وتأخير ذلك هدر لمصالح الوطن بأكثر من اتجاه". وتابع، "فيما يتصل بواقع التكليف الراهن وعدم ​تشكيل الحكومة​، النص الدستوري في الفقرة 2 من المادة 64 بالدستور أو الفقرة 4 من المادة 53 نت الدستور، تؤكدان أن الاتفاق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية هو أصل يصدر عنه مرسوم تشكيل الحكومة، وتوقيعهما مرسوم التشكيل معاً، هو فرع لذلك الأصل".

كما أكد أن "الاتفاق هو المدخل الضروري واللازم لتشكيل الحكومة، وهذا الفعل مسؤولية وطنية. إنه روح من طوت عليه كل نصوص دسيتورنا الراهن، والأصول والقواعد المعتمدة تتيح إمكانية التوصل لذلك الاتفاق، والذي يتيح للحكومة أن تنجرز، ولموقفها ان يكون أقوى، ويسمح لعلاقاتها الاقليمية والدولية ان تكون أجدى وأفعل". وتابع، "هو يسد النواقص والثغرات، ويحفز الجميع على التعاون فيما بينهم، وهو يتطلب مرونة وتفهما متبادلين وتغليبا للمطالح الوطنية على تلك الفئوية او الخاصة".

وشدد رعد على أنه "في الأزمات، ليس متاحا ان يحصل طرف على كل ما يريد، وليس مطالبا ان يتخلى طرف آخر عن كل ما يريد، ويمكن تشخيض الحد الأدنى المطلوب لسير الحكومة خلال هذه المرحلة فنتفاهم على ذلك". وأفاد بأن "الأولويات المتفق عليها وتحتاجها البلاد شاخصة ومحددة، وتكفي لعمل حكومة إلى مدى زمني يتسع لإجراء وإنهاء الاستحقاق الانتخابي المقبل".

وأوضح أنه "ينبغي ان يكون مفهوما ان كلفة عدم التوافق اكثر واعمق بكثير مما نتوقع، ونحن هنا لا نبسّط العقد أو المعوقات، ولكننا نراهن على أن اولوية مصالح الوطن مقدمة دوما على اي شيء آخر، وانه بحساب الربح والخسارة، فإن تجنب الخسائر أولى من تحقيق الأرباح". وأكد أنه "كنا ولا نزال وسنبقى على هذا الرأي، وكل جهودنا نبذلها بهذا الاتجاه ونحث الجميع على وجوب الإسراع بتشكيل حكومة اليوم قبل الغد. دعونا لا نضيع مزيدا من الوقت لنتبادل التنازلات لحساب بلدنا ونتصرف بواقع ومسؤولية".