أشار رئيس "​الاتحاد العمالي العام​" ​بشارة الأسمر​، إلى "أنّنا نجتمع اليوم من أجل ​لبنان​، وقضيّتنا المركزيّة هي تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيّين فورًا، ومن دون حكومة لا معالجات ولا حلّ للأزمات، فالمعضلات تتفاقم"، موضحًا أنّ "​مؤسسة كهرباء لبنان​، ​مرفأ بيروت​، مصالح المياه، ​الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي​، ​أوجيرو​، وغيرها من الجهات تشكوا".

وأكّد، في كلمته خلال الاعتصام المركزي في مقر الاتحاد، "أنّنا أمام انهيار مبَرمج للمؤسّسات، يجب أن يتوقّف. لا قدرة على إجراء الإصلاحات واستجلاب قطع الغيار، وكلّها بالعملة الصعبة. المؤسّسات و​القطاع العام​ والأساتذة بالطقاع التربوي يئنّون. القوى المسلّحة تشكوا والبلد ينحدر. إلى أين؟"، مبيّنًا أنّ "الطلب من كلّ السياسيّين يصل إلى حدود الأمر: ألّفوا حكومة فورًا قبل انهيار الهيكل".

ولفت الأسمر إلى أنّ "250 ألف جامعي بلا عمل، والصرف التعسفي على قدم وساق. بادروا إلى تأليف حكومة، فالحكومة هي الباب الأوّل للعلاج، وهي ترسي حدًّا أدنى من الاستقرار السياسي، الّذي يمهّد لبداية استقرار اقتصادي، وتعيد وصل ما انقطع مع الدول العربيّة، وتعيد التواصل مع المجتمع الغربي والمؤسّسات المانحة". وركّز على أنّ "لبنان بحاجة إلى 5 سنوات من الإغاثة إذا بدأنا اليوم"، سائلًا: "من سيؤمّن التمويل؟ هل سنؤمّن تمويل الإغاثة من ​أموال المودعين​ كما حصل في السابق؟ أين تبخّرت أموال المودعين والمغتربين".

وطالب بـ"محاربة الفساد، ب​التدقيق الجنائي​ بدءًا من "​مصرف لبنان​" وصولًا إلى الوزارات وانتهاءً بالبلديّات، وبإعادة الأموال الّتي هُرّبت إلى الخارج وأموال اامودعين؛ وكل ذلك يتحقّق في ظلّ وجود حكومة قادرة"، مشدّدًا على أنّ "كفى محاصصة واتهامات، ورفعًا للدعم عشوائيًّا من دون أيّ خطة بديلة وبطريقة مقنّعة، كما يجري اليوم في المواد الغذائية و​الدواء​ والمستلزما الطبيّة".

وذكر أنّ "​رفع الدعم​ سيؤدّي إلى انهيار المنظومة الضامنة بأكملها، وأوّلها صندوق الضمان الاجتماعي"، مشيرًا إلى أنّ "لدينا ثالوثًا شبه مقدّس في "الاتحاد العمالي" مؤلّف من الضمان الاجتماعي و​الهيئات الضامنة​، ​المستشفيات الحكومية​، و​التعليم الرسمي​ والجامعة الوطنيّة". وتساءل: "إذا رفعنا الدعم، من سيدفع الفرق بين تسعيرة الضمان والواقع الفعلي للدولار؟ إذا دَفعه الضمان والمؤسّسات الضامنة، فستُفلس. وإذا دفعه المواطن، فسيُفلس".

كما جزم الأسمر أنّ "المطلوب معالجة سريعة لكلّ شيئ، فكلّ شيئ ينهار. المطلوب الوقوف مع عمّالنا في المصانع والمعامل والمصارف لدعمهم"، مفيدًا بأنّه "يكفي الاتحاد العمّالي فخرًا أنّه الوحيد الجامع اليوم، فهو يجمع كلّ الناس من كلّ الطوائف والمذاهب والأحزاب".

وأعلن أنّ "اليوم، هذه صرخة تحذير. من السهل علينا أن نقطع الطرقات، لكنّنا لن نلجأ إلى هذا الأسالوب الّذي يزيد من تدمير البلد، ويحرم العمّال والمياومين من الحصول على قوتهم اليومي. سنبادر إلى تقييم واجتماعات وتوسيع الحلقة النقابيّة، باتجاه جبهة نقابيّة موحّدة تواكب التطوّرات الخطيرة الّتي تحصل في لبنان".