اشار مصدر بارز يواكب ​الاتصالات​ الجارية لتهيئة الأجواء أمام اللقاء المرتقب بين رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ليكون في وسع الأخير أن يبني على الشيء مقتضاه، وصولاً إلى اتخاذ قراره النهائي بإعادة تشغيل محركاته، ولفت الى إن امين عام ​حزب الله​ ​السيد حسن نصر الله​ بات على قناعة بأن أزمة ​تشكيل الحكومة​ داخلية بامتياز، وهذا يعني عدم التلازم بين مسار تأليفها والآخر المتعلق ب​مفاوضات فيينا​.

واكد المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن بري يرهن تحركه بخلاصة ما سيسمعه من الحريري الذي يُبدي مرونة وانفتاحاً على المبادرة التي كان طرحها رئيس المجلس والتي تنسجم كلياً مع المبادرة الفرنسية وتشكل نقطة التقاء مع رئيس الحكومة المكلف، واوضح إن الأخير لا يمانع من حيث المبدأ بزيادة عدد الوزراء من 18 إلى 24 وزيراً، لكنه يربط موافقته النهائية بحصوله على ضمانات من عون لئلا يصر على أخذ ما يريده بالمفرّق من دون أن يقدّم التسهيلات المطلوبة منه. ويعتقد المصدر نفسه أن بري ينتظر ما سيتوصل إليه مع الحريري ليبادر إلى اتخاذ قراره بتسويق مبادرته بدعم من نصر الله الذي لا يفرّط بعلاقته مع حليفه الاستراتيجي ويستخدمها للمناورة لما يترتب عليها من مفاعيل سلبية لن تكون لمصلحة التحالف بين ​الثنائي الشيعي​، ويقول إن موقفه لم يأتِ من فراغ بهدف توظيفه للاستهلاك المحلي، وإنما يعبّر في المضمون عن رغبة ​إيران​ بفك الارتباط بين تشكيل الحكومة ومفاوضات فيينا.

وعزا السبب إلى أن حزب الله لا يستطيع التلطي لتعطيل الحكومة وراء عون و​باسيل​ لأن ​المجتمع الدولي​ لا يأخذ بهذه الذريعة باعتبار أن الحزب قادر على إحداث نقلة نوعية في تعاطيه مع تشكيل الحكومة لأن البديل مزيد من السقوط للبلد الذي سيرتّب على قواه السياسية أعباء مكلفة ليست قادرة على تحملها، خصوصاً أن الحاضنة الشيعية للحزب لن تكون في منأى عنها، وأن التقديمات التي أمّنها لجمهوره تسد احتياجاتهم لبعض الوقت وليس إلى الأبد، وبالتالي فإن احتفاظه بفائض القوة لن يُصرف في مكان إلا إذا انخرط في جهود وقف تعطيل تشكيل الحكومة.

وعليه، فإن بديل التعطيل لن يكون إلا في إغراق البلد في فوضى لا يمكن لأي طرف السيطرة عليها لمنع تمددها باتجاه أخذه إلى المجهول، وبالتالي فإن الآمال المعقودة على نقل البلد إلى مرحلة الانفراج تبقى تفتقر إلى الوقائع، وهذا ما يتوقف على لقاء بري - الحريري لعله يتمكن من ​تحقيق​ الحد الأدنى من ​المساكنة​ القسرية بين الأخير وعون، هذا في حال أن حزب الله تجاوز مراعاته لعون - باسيل دعماً لمبادرة بري لوقف تعطيل تشكيل الحكومة لأنه لن يكون من رابح في تعطيلها والجميع متساوون في الخسارة وإن كان لـ"حزب الله" الحصة الكبرى فيها.