لفت ​السفير السوري​ في ​لبنان​ ​علي عبد الكريم علي​، الى أن "الإستحقاق الإنتخابي الرئاسي السوري بهذا الحشد والإقتقبال والعفوية والحماسة اللافتة شكل جوابا حتى لمن لا يريد أن يصله هذا الجواب، من الذين استثمرا في ​الإرهاب​ وأرادوا استثمار ​سوريا​ ورأوا جوابا أكبر بكثير مما توقعوه، وأتت الإنتخابات بهذا الإقبال رغم العقوبات الأحادية التي جعلت السوري الذي لم يكن يعرف معنى الحصار، محاصرا بقوانين جائرة".

وأكد علي في مداخلة تلفزيونية، أن "سوريا كانت في مرحلة نهوض كبيرة، والدمار والخراب الذي حل فيها بسبب الإرهاب العالمي عليها عطل عجلة النهوض، الا أنه بعد كل الرهانات التي راهن عليها الحاقدون، رأيتم إقبال السوريين على الإنتخابات حتى في مناطق وجود الإحتلالين الأميركي والتركي، وخرجوا دون توقف من إحتفالات وسعادة اامرة كأنما يصوتون لحلمهم لعودة سوريا التي ودّعوها خلال 10 سنوات، سواء في سوريا أو في السفارات السورية في الخارج، وهذه رسائل الى كل من راهن على قلب الحقائق على السوريين، فالسوريون أعادوا قراءتهم ووعيهم".

وأعلن السفير السوري أن "سوريا أثبتت أنها ​طائفة​ واحدة هي طائفة السوريين، وبتقديري بأن كل السوريين دون استثناء شكلوا صورة يجب البناء عليها بالنسبة لإعادة إعمار سوريا وإعمار النسيج الوطني والدمار الذي حل بسوريا نتيجة العدوان على بلد كان يتقدم بلدان المنطقة من الأمان و​الإقتصاد​ والإكتفاء".

وردا على سؤال، أكد السفير علي أن "سوريا حصدت أن ​الرئيس السوري​ ​بشار الأسد​ الذي صمد كل هذه السنوات لم يرتبك ولم تهتز أعصابه وكان واثقا بشعبه وجيشه وأصدقائه وحلفائه، والذي جرى هو استطلاع واختبار لكل السنوات التي امتلأت بحجم الدمار والخسائر والشهداء ولكن ربحت وعي السوريين لحقيقة وجودهم وكرامتهم وسيادتهم، وكان إصرارا على أن سوريا اليوم تفتتح إعادة البناء والإعمار واقتناع السوريين بأن الأضاليل التي حاولوا إدخالها على نفوسهم صارت خارج الحسابات".

وشدد على أن "هذا الإصرار على الإستمرار بالتعبير والإندفاع بهذا الإستفتاء الرئاسي مهم جدا، وأرى أنه كما وعد الأسد، الأمل بالعمل، وأنا رأيت بهذا الحشد برهان عمل للراهن وللقادم وافتتاح لا يقبل منطق التراجع والتيئيس التي حاول الكثيرون نشره، وما حصل هو إحباط لكل الرهانات المعادية للشام، فطموح السوري وإقباله في كل السفارات هو إضافة للمشهد الأكثر جمالية بالداخل، وأراه صورة تدعو الذين استثمروا بالإرهاب للمراجعة والتكفير عن خطاياهم".

وبالنسبة الى ​ملف النازحين السوريين​ في لبنان، اعتبر علي أن "السوريين في لبنان بغالبية كبيرة، ورغم محاولات الترهيب يريدون العودة الى بلادهم، ومنظمات الدولية قالت أن 89% من السوريين يريدون العودة، إنما أن أقدر أن نسبة من يريدون العودة أعلى بذلك بكثير، والدليل هو ما شهدته ​السفارة السورية​ في لبنان من إقبال شديد رغم الإعتداءات على الناخبين السوريين".

وتابع: "مع تقديرنا لوضع لبنان العزيز علينا، السوريون أكبر من طاقته فعلا، ونتمنى من ​الدولة اللبنانية​ أن تنسق مع سوريا، التي رحبت اليه ودعت الى ذلك في أكثر من مرة، ودمشق تريد إعادة أبنائها ولكن هذا يحتاج الى تنسيق للعديد من الأسباب، وسوريا رحبت حتى بمن أضاعوا أوراقهم الثبوتية وسهلت أمورهم".

وذكر أن "دعوة السوريين الى العودة يستدعي التنسيق، وسوريا على يقين من أن السوريين يريدون العودة وتريد أن يكون هؤلاء هم من يعمرون قراهم وبلداتهم والعمل في المصانه السورية، فهناك العديد من المعامل التي تحتاج اليد العاملة، ونتمنى من الدول التي تقول بأن السوريين عبئ عليها أن يساعدوا على إعادتهم عبر التنسيق مع ​الدولة السورية​".

وأردف: "أقدر أنه إن رفعت العقوبات عن دمشق ستستطيع سوريا وحلفائها إعادة الإعمار والنهوض لتكون واحدة من صور الإكتفاء والتميز على مختلف المجالات".