أكد رئيس مجلس ​القضاء​ الأعلى القاضي ​سهيل عبود​، في الذكرى الوطنية لشهداء القضاء، انه "بعد الانحناء أمام من استشهد من بيننا في ذكرى تحيي الموت بالذاكرة، وتنوء بثقل الحدث، دون أن تثقل بمرور الوقت، وبعد توجيه تحية الوفاء والتقدير الى أولين من بيننا، تضرجوا بدماء شهادة، أجد نفسي ملزما تجاههم وتجاهكم بوعد أحمله باسم ​السلطة​ القضائية: وعد بالمحافظة على الأمانة، وعد بإعلاء الكرامة، وعد بسلطة قضائية لها مع الحرية التصاق، ومع الاستقلالية ديمومة لقاء، ومع العودة الى العمل مرتجى وامل، ونسمع كلاما دائما ولا أحلى، عن تطلع الجميع وارادته في سلطة قضائية مستقلة، فنجابه بواقع لا يأتلف مع ظاهر الكلام لا بل يتنافى مع مضمونه".

وبيّن عبون انه "الزمن الصعب، في وطن أمست سلطاته مأزومة، وخياراته محدودة، فبات شعبه أسير احباط وآماله محل تساؤل، فأين القضاء، وأين السلطة القضائية من استلهام تضحيات الشهداء الذين نذكرهم اليوم؟ ان القضاء مستلهما دماء شهدائه، ومواكبا من قضاة ​لبنان​ الشرفاء، قد حسم الخيارات وحدد الأولويات، وهو لن يكون ساكنا او صامتا بل فاعلا ومبادرا، وهو من أقر تشكيلات ومناقلات قضائية مع ملاحق ثلاثة وآخرها الملحق تاريخ 27/5/2021، وذلك بإجماع وبإصرار غير مسبوقين، وبحرية غير منقوصة، وهو من تقدم باقتراحات وملاحظات بصدد قانون استقلالية القضاء، وهو من فعل التنقية الذاتية، وهو من اطلق عودة العمل الى المحاكم، مقصرا استثنائيا العطلة القضائية، وفق خطة تستفيد من الأمكانات والتقنيات المتاحة، وهو يعمل على تفعيل الملاحقات والمحاكمات في زمن صعب، باتت مقومات العمل فيه وظروفه اكثر من صعبة".