لفت الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ في كلمة له بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة "المنار" إلى انه "منذ اسابيع هناك من يكتب ويتحدث عن مخاطر تأجيل ال​انتخابات​ النيابية وعدم اجرائها في موعدها واحتمال التمديد للمجلس النيابي الحالي وبعض الدول الأوروبية تتحدث عن هذه المخاوف أيضا، وهنا يتم التوجيه التهمة ضمناً لمن يُعتبر الاغلبية النيابية الحالية، ونحن بالنسبة لنا لم يخطر ببالنا تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا ولم يذكر أحد شي من هذا القبي".

وعن الانتخابات المبكرة، شدد على اننا "لا زلنا ضد هذا الامر واللجوء إليه مضيعة للوقت لأن المشهد السياسي لن يتغير وهو إلهاء للناس عن الاستحقاقات التي تشغلهم ليلا ونهارا"، متوجها إلى القوى السياسية الداعية إلى انتخابات مبكرة، قائلا: "بدل التحدث عن اجراءات نيابية مبكرة فلتتفضل وتشكل حكومة"، معتبرا ان " أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب".

أما عن الملف الحكومي، أكد نصرالله أننا "مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ونقف إلى جانبه وفي منتصف السعي، يجب عدم اليأس ومواصلة العمل ويجب دائما ان يسمع المعنيون صوت الناس الذين يدعون إلى ​تشكيل الحكومة​ بأسرع وقت وأن يشاهدوا بألم طوابير السيارات على محطات الوقود ومعاناة الناس الذين سيفقدون ساعات الكهرباء وأن يشاهدوا بألم وحزن وخوف فقدان الدواء من الصيدليات وأن يشاهدوا القلق بعيون الناس، قلق فقدان المواد الغذائية الاساسية وأن يضعوا هذا المشهد الانساني أولا قبل الاعتبارات السياسية".

وفي الوضع الحياتي والمعيشي، رأى أننا "أمام أزمة كبيرة وهناك أزمة اضافية للمعاناة هي الأداء الرسمي الضعيف في كل الملفات، فبدل انتظار ايام لتأمين المال للفيول كان يمكن المسارعة إلى ذلك وعلى الحكومة ان تتحمل المسؤولية".

وبما خص موضوع الاحتكار، أضاف "يقولون ان المواد الغذائية مخفية في المستودعات لدى المحتكرين وهذا يدخل عنوان الاحتكار، ففي دولة تواجه أزمات كأزماتنا يتم التفتيش عن المستودعات ويداهمون ويصادرون المواد المحتكرة ويضعون المحتكر في السجن، أما في لبنان المحتكرين يسرحون ويمرحون ومعروفون ويحظون بالتغطية السياسية، محميين من القوى السياسية ومرجعيات دينية طائفية ومن جهات في الدولة". وشدد على انه "على الحكومة الحالية والوزارات المعنية ان تعلن الحرب على الاحتكار والمحتكرين وهذا جزء من المعالجة".

وعن أزمة المحروقات، شدد السيد نصرالله على ان "العرض الإيراني لإرسال المحروقات إلى لبنان وبالعملة اللبنانية ما زال قائماً. وإذا بقيت الدولة على تقاعصها سنذهب الى ايران ونفاوض الحكومة الإيرانية ونشتري بواخر بنزين ومازوت ونأتي بها الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة إدخالها إلى لبنان"، جازما بأن "مشهد اذلال شعبنا لن نتحمله". واعتبر ان "ترشيد الدعم لن يحصل، فأي قرار رسمي بترشيد أو رفع الدعم يجب على الجميع تحمل مسؤوليته". وأضاف "الحكومة الجديدة إن شُكّلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حلّ لديها إلا صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم".

وأوضح ان "البطاقة التمويلية إذا أقرت لن تحلّ مشكلة كبيرة لكنها ستساهم في تخفيف معاناة 750 ألف عائلة، ونحن نؤيد مشروع البطاقة التمويلية وندعو مجلس النواب إلى اقرارها في أسرع وقت ممكن"، مشددا على انه "مما لا شك فيه ان تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة عوارض الازمة الاقتصادية والمالية ووضع هذا الازمة على طريق الحل".

من جهة أخرى، رأى ان "ما يحصل في ​فلسطين​ و​القدس​ خصوصا و​المسجد الأقصى​ ايضا، من ​تفاصيل​ يومية، يجب ان يواكب من كل الأمة وليس فقط من ​الشعب الفلسطيني​"، لافتا إلى اننا "أمام عدو حاقد وأحمق، الكل يعرف حجم المآزق السياسية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي، منها الدعوة لانتخابات متكررة و​العجز​ عن تشكيل الحكومة"، مشددا على أن القدس و​المسجد الاقصى​ مسؤولية الأمة كلها".

ولفت إلى انه "يجب ان نشهد أيضا أن ​الفلسطينيين​ هم من أهل القدس والضفة ومن أهل اراضي ال 48، هم حفظوا المسجد الأقصى والقدس بحضورهم وصبرهم وصمودهم وأجسادهم وحتى اليوم ما زالوا يفعلون ذلك، ونحن نعمل بجد على أن نصل إلى معادلة أن الاعتداء على القدس يعني حرباً إقليمية"، منبها إلى ان "رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى حماقة مجددا بعد أزمته السياسية".

وعن الحرب اليمنية، أشار نصرالله إلى انه "منذ اليوم الأول آمنا بقدرة الشعب اليمني على الصمود رغم كل مصادر العدوان وآمنا بقدرته على الانتصار، نحن آمنا بأن هذا الانتصار آت لا محال، وخلال كل السنوات الماضية شهدنا ملاحم بطولية، واليوم نحن أمام فشل ذريع للعدوان الأميركي السعودي على اليمن"، معتبرا انه "عندما يفشل مشروع الحرب يلجأون إلى الوسائل الاقتصادية والضغوط لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب العسكرية". وقال: "هذا ما يجري في سوريا أيضا وفي لبنان والكثير من بلدان العالم التي لم تحن رقبتها للاستكبار الأميركي".

من جهة أخرى، أكد ان صحته بخير، قائلا: "أشكر كل الذين عبروا عن محبتهم خلال خطاب 25 أيار نتيجة وضعي الصحي وأشكر كل من عبر عن محبته واعتز بذلك وأطئمن كل المحبين أن وضعنا بخير، وأنا لدي حلم وأمل كبير أن أصلي في المسجد الأقصى".