أعرب ​السيد علي فضل الله​، عن خشيته من أن "تتوالى الانهيارات في البلد من خلال صمت الناس التي تتقبّل الأوضاع على طريقة المسكنات"، مشيراً إلى أن "الاستمرار في تقبّل الإذلال الحاصل قد يكون نوعاً من الشراكة في الاعتداء الذي يتم على مصالح الناس".

ورأى أن "ما يصيب البلد من شلل متصاعد في مختلف قطاعات الدولة وفي المؤسسات العامة، يحظى بتوافق غير معلن من كثير من الأفرقاء الذين يمثلون الطبقة السياسية في ​لبنان​، فهم وإن اختلفوا في كل ما يتصل بمصالحهم الخاصة، إلا أنهم متفقون في العمق على أن تتحمل الناس تبعات كل هذا الانهيار، حتى وإن أدى الأمر إلى الفوضى العارمة التي يتحدث عنها الجميع".

وأفاد بأن "ما يحدث من تمديد للأزمات على النحو المتصل ب​الكهرباء​ وغيرها، هو بمثابة المسكنّات النموذجية التي تعطى لمريض لا يملك رفضها، لأنه لا يملك الاحتجاج على وضعه وتغيير نمط حركته، وأخشى من أن هذا الترويض الذي اعتادت عليه الناس، وهذا الصمت المريب حيال كل هذا الانهيار بات يُغري السياسيين من جهة، والجهات المختصّة بالاحتكار باللعب على التوترات السياسية والأزمات المعيشية الكبرى، والاستمرار في هذا الصراع العبثي الذي يستفز كل المخلصين الحريصين على إنقاذ البلد وإبعاد شبح المجاعة القادم".

كما أكد أنه "لا نُفاجئ من اعتماد هذا الأسلوب القاتل في تعطيل الحلول لحسابات مصالح فئوية وطائفية على حساب المصير الوطني والشعبي، ولكننا نتساءل على ضوء ذلك عن اللحظة التي ستندفع فيها الناس لتقول كلمتها النهائية وتخرج من الأنفاق المذهبية والطائفية والحسابات السياسية الضيقة التي اختنقت بها، لأن استمرارها في تقبّل هذا الإذلال المخيف يجعل أزماتها تتراكم وقد تكون شريكة فيما يُرتكب حيالها من اعتداء على حقوقها وحتى على مصيرها ومصير الأجيال القادمة".

ودعا فضل الله إلى "حراك حيّ يقوم على أنقاض كل العناوين السابقة، وأن ينطلق من مواقع شعبية عفوية لا يُحرّكها إلا وجعها وشعورها بأن المستقبل يهرب من أمامها وأن مصيرها بات في المجهول، ولا يحتمل ذلك التراخي أو انتظار الحلول التي لن تأتي من الخارج، وحتى من الطبقة السياسية في الداخل التي لن تأتي بالمعالجة الجذرية للمشكلة المتفاقمة وهي التي صنعتها وساهمت في الاستفادة منها، وجل ما تطرحه الحفاظ على مصالحها الخاصة ومحاولة احتواء نقمة الشارع من خلال دغدغة المشاعر الطائفية والمذهبية أو إغراء الناس ببعض المسكنات المؤقتة التي لن تمنع من الانهيار القادم وإن أخرته إلى أمد قصير".

بموازاة ذلك، استنكر فضل الله الإعتداء العنصري الذي حصل ضد عائلة مسلمة في كندا وأدى لسقوط عددا من الضحايا، مشيرا إلى "أننا ندين أي اعتداء يستهدف الأبرياء بعيدا عن دينهم وعرقهم". ودعا إلى ضرورة "معالجة ظاهرة الكراهية والحقد التي تنطلق من النظرة المشوهة والخاطئة للإسلام والمسلمين، من خلال اتهامهم بالإرهاب وغير ذلك ولاسيما في ظل تصاعد ​اليمين المتطرف​ الذي يرفض ​المهاجرين​، ويحملهم مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في هذه البلدان".

وطالب هذه الدول "بضرورة العمل على معالجة هذه الآفات من خلال الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام، والمحاكمات الجدية للمرتكبين لتطويق حالات ​التطرف​ والعنصرية وعدم تحميل المسلمين بعض الأخطاء أو الأعمال التي قد تصدر عن بعض الافراد".

وشدد على "ضرورة احترام القوانين والأنظمة واستقرار البلدان التي يهاجر إليها المسلمون، وندعوهم إلى عدم التقوقع في مجتمعات مغلقة، بل إلى التفاعل مع قضايا هذه الأوطان وشعوبها مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية"، مؤكدين على ضرورة أن "يقدموا الصورة الحقيقة للإسلام حتى يزيلوا كل الهواجس التي تثار ضدهم".