زار نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في كنيسة ​موسكو​ وسائر ​روسيا​ المتروبوليت ليونيد غورباتشيف مقر اللقاء الأرثوذكسي، بحضور سفير روسيا في لبنان الكسندر روداكوف ووفد مرافق ضم ممثل بطريركية موسكو وسائر الروسيا في لبنان الارشمندريت فيليب فاسيلتييف .

وفي كلمة له، لفت امين عام اللقاء الارثوذكسي النائب السابق مروان ابو فاضل، الى "اننا نتقدم بعميق الشكر عبركم من كنيسة موسكو و سائر الروسيا التي هبت لمساعدة بيروت المنكوبة ومؤسسات طائفتنا المدمرة نتيجة زلزال الرابع من آب" .

وتابع :"منذ عشر سنوات تأسس هذا اللقاء نتيجة تولّد انطباعا عندنا حن الارثوذكس بأنّ طائفتنا مغيّبة من المعادلة ولعلنا ندفع ثمن ما تميزنا به من لا طائفية في زمن إستفحال الطائفية والمذهبية في الوطن والمشرق، لذلك وطالما نظامنا السياسي نظام طائفيّ سنبقى مدافعين عن خصوصيتنا الأرثوذكسية أسوة بكافة مكونات الوطن. ونؤكد أنه عندما تأتي ساعة لفظ الطائفية السياسية سنكون في الصفوف الأمامية دفاعاً عن هذا التطور الذي يعتبره الأرثوذكس بتكوينهم ومشرقيتهم تطوراً يحاكي حقيقتهم".

وأضاف :"بما أن الدولة الروسية رفعت وتيرة محاولتها في مساعدة لبنان على اجتياز هذه المرحلة الدقيقة لاستيلاد حكومة جديدة، نريدكم ان تعلموا إنّنا نرفض أن يتصرف المسؤولين بالموقع الميثاقي المتمثل بنيابة رئاسة الحكومة الذي يجب أن يكون متحرّرًا من الصفة الحزبيّة والتبعية السياسية و يخضع لمعيار الوجدان الارثوذكسي القائم بذاتيته بعيداً عن الاستزلام لهذا او ذاك، وبذلك يتأمن حل عقدة من العقد التي تعيق تأليف الحكومة إذ لا يحسب نائب رئيس الحكومة على أحدٍ".

وثمن ابو فاضل الدور المتعاظم لروسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين وايضاً دور كنيسة موسكو وكل الروسيا الارثوذكسية وتأثيرهما الإيجابي على مسار السلام في المنطقة وفي كافة أنحاء العالم، لافتا الى "اننا في لبنان لدينا علاقات تاريخية عميقة الجذور تربطنا بهذه الدولة و هذه الكنيسة والتي تمثلت بشبكة المدارس الموسكوبية وترسيخ الايمان الارثوذكسي بالتعاون مع بطريركيتنا في انطاكيا العظمى والقيادات الارثوذكسية الفاعلة، ونطالبكم بإستكمال هذا العمل الذي كان و سيبقى مردوده خيراً لجميع أبناء وطننا لبنان وبعدنا المشرقي على إمتداد جغرافية منطقتنا".

من جهته، لفت المتروبوليت ليونيد غورباتشيف الى انه "يسعدني ويشرفني أن أكون في مقر اللقاء الارثوذكسي لألتقي أعضائه، هذه الجمعية المنظمة والمؤثرة في المجتمع اللبناني"، مشيرا الى أن "زيارتي الى لبنان هي بتكليف من قداسة بطريرك موسكو وسائر الروسيا كيريل الاول. فالزيارة إستطلاعية قصيرة وليومين فقط وهي مكثفة الى درجة تحمل معها الكثير من المعاني".

واضاف:"أما في ما يتعلق بالموقف السياسي أعتقد أن سعادة السفير مؤتمن على التعبير عن هذا الموقف. أما موقف الكنيسة الارثوذكسية الروسية، فمهمتنا مساعدة ابنائنا في كل الدول الصديقة والحليفة".

وتابع :"نعيش بأسى تلك العذابات التي يتعرضها اخواننا في لبنان و في سوريا. كما نعرف أن هذه الأرض المقدسة يعرفها عن قرب وليس عن بعد كل مسيحي فيحفظ لها في قلبه كثيراً من المودة".

بدوره، رحب السفيرالروسي بالمساعدة الكبيرة التي قدمتها الكنيسة الروسية للكنيسة انطاكية، مشددا على أن "وجودي هنا للتأكيد أن الدولة الروسية تولي اهتماماُ كبيراً للكنيسة الروسية ليس فقط في الداخل ولكن في كل العالم. لذلك سنقدم العون لتلك البلاد لا سيما المساعدات التي قدمت الى بيروت بعد الانفجار الكارثة التي حل بها في شهر آب من العام الماضي".

واضاف :"موقف الدولة الروسية واضح وصريح و هو يتمثل في المساعدة لتشكيل حكومة فاعلة للخروج من هذا المأزق الذي يعاني منع لبنان"، مشيرا الى أن "كل السياسيين اللبنانيين الذين زاروا روسيا كنا نقول لهم بشكل واضح أن يستعجلوا تشكيل الحكومة لمساعدة لبنان للخروج من هذا النزف والولوج الى الاستقرار المطلوب".

وختم السفير مشدداً على "اننا نعمل من أجل كل لبنان ولا نميز طائفة عن اخرى، فنحن نعمل لمساعدة اللبنانيين جميعاً".