لفت رئيس الوزراء ​العراق​ي ​مصطفى الكاظمي​، إلى أنّ "بلادنا الحبيبة مرّت في مثل هذه الأيّام بظروف بالغة الصعوبة، وَضعت العراق أمام تحدٍّ وجودي خطير، لولا العناية الإلهيّة بهذا الوطن المقدّس وما صدر من المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، من فتوى وتوجيهات أوقفت وحشًا إرهابيًّا كان قد أرعب العالم كلّه".

وأشار في بيان، إلى أنّ "الفتوى قد أدّت إلى القضاء على هذا التنظيم خلال مدّة لم يكن يتصوّرها العالم كلّه، وهي جاءت من منطلق روح وطني خاطب الهويّة العراقيّة الشاملة، كما هو المنهج المتعارَف الدائم في مواقف المرجعيّة الرشيدة، الّتي أبت أن تخاطب أيّ عراقي سوى بهويّته العراقيّة، تاركةً العناوين الطائفيّة والعرقيّة بعيدًا تمامًا عن خطابها السياسي".

وبيّن الكاظمي أنّ "العراقيّين بأصنافهم وأطيافهم كافّة قد لبّوا الدعوة الشاملة لجميع المتطوّعين للالتحاق بالقوّات الأمنيّة الرسميّة، لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي"، مركّزًا على أنّ "الفتوى ضخّت دمًا جديدًا في جسد العراق والعراقيّين، وكان العالم يعيش لحظةً صعبةً على حدث مفزع، تجلّى بضياع كبرى مدن العراق (أم الربيعين) وسقوطها بيد "داعش"، وما تلا ذلك من سقوط محافظات ومدن متعدّدة وذبح أهلها واستباحة حرماتها وسبي حرائرها من قِبل العصابات الإرهابيّة المجرمة، أهلكت الحرث والنسل وارتكبت بحقّ الأبرياء والعُزَّل أفظع المجازر والإبادة الجماعيّة بحقّ أهلنا؛ وأرادوا طمس تاريخ بلدنا وشعبنا وهويّتهما".

وأوضح أنّ "هذه كلّها جاءت نتيجة الإهمال في رعاية المؤسّسات الأمنيّة و​الجيش العراقي​ البطل، وتراكم من سياسات خاطئة أدّت بالبلد إلى هذه الكوارث"، مشدّدًا على "أنّنا نعمل على تصحيح هذه المسارات ووضع البلد على الخطّ الصحيح، بدعم القوّات المسلّحة وضبط أدائها وفق القواعد العسكريّة الوطنيّة، كما أوصت بها المرجعيّة دائمًا، محذّرةً من استغلال الفتوى سياسيًّا واقتصاديًّا لصالح مشاريع غير وطنيّة تفسد تضحيات المتطوّعين الأبطال".

كما خاطب الشعب العراقي، قائلًا: "نسعى دومًا لتوطيد دعائم الأخوة بين أبناء المجتمع، كنسيج وطني واحد يتمتّعون بجميع حقوقهم دون تمييز، ونتصدّى لدعاوى الكراهيّة والتحريض على ​العنف​"، لافتًا إلى "أنّنا نستذكر هذا اليوم ليس من أجل إيقاظ جراح الأيتام والأرامل، وإنّما لنستفيد من العبر ونصحّح الأخطاء. دعونا ننظر إلى المستقبل ونبني عراقًا قويًّا مقتدرًا، يحترم فيه الإنسان دون تمييز وتفرقة. إنّ لغة التسامح والعفو يجب أن تسود وتتغلبّ على لغة الانتقام والعنف".

وأكّد الكاظمي أنّ "هذه الحكومة واقفة بكلّ قوّة من أجل بناء مستقبل زاهر وواعد، وأخذت على عاتقها المضي بمنهج معتدل ومدروس في تفكيك الأزمات، والابتعاد عن سياسة ردود الفعل والإثارات الّتي أخذت بالبلد سابقًا نحو الكوارث".