تَجدُد الاشتباك على جبهة ​بعبدا​ - ​عين التينة​ - ​بيت الوسط​، امس الاول بعد بيان تصعيدي أصدرته الرئاسة الأولى صوّب على الرئاسة الثانية في انتقاد صريح لأدائها ودورها كجهة وسيطة بين طرفي النزاع ما يخفي اعتراض ​رئاسة الجمهورية​ على طروحات رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، ورد الاخير الناري امس، يؤكد ان الامور الحكومية تتجه الى تصعيد سياسي كبير ستكون ثاني تجلياته بعد اول دلالة امس عبر "القصف" بالبيانات، اليوم في "العراضة العمالية" في الشارع، ولقول كل طرف من اطراف الاشتباك السياسي انه موجود وانه مع نبض الناس وجماهيره خصوصاً .

هذه الاجواء ترى فيها اوساط نيابية في ​8 آذار​ إنها بداية مشوار صعب وطويل وملتهب في ​السياسة​ وداخل مجلس النواب وحتى في الشارع.

وتقول الاوساط ان مشاركة كل الاحزاب من "​حركة امل​" و​المستقبل​" و​حزب الله​ وحتى "​التيار الوطني الحر​" في التظاهرة ضد الغلاء وضد ممارسات ​السلطة​، يطرح الف علامة استفهام.

وخصوصاً ان الاحزاب المكونة للاتحاد هي الاحزاب المشاركة في السلطة باستثناء "الاشتراكي" والذي يشارك "مواربة" اليوم في ​حكومة حسان دياب​ المستقيلة وبالتالي ضد من يتظاهرون؟ وتقول الاوساط ان اكثر الذين يرفعون اصواتهم ضد ​الفساد​ لا عجب انهم اكثر الفاسدين!

وتجدر الاشارة الى ان أشَكال مشاركة احزاب المعارضة ​المسيحية​ ومنها (​القوات​، ​الكتائب​) والتي هي من مكونات ​الاتحاد العمالي العام​ والعديد من النقابات والاتحادات المشاركة، في ​التظاهرات​ لم تتضح ولم تحسم بعد.

وتقول الاوساط والتي اطلعت على بعض المداولات التي جرت في الايام الماضية وقبل بيان بعبدا امس الاول والذي نسف كل جهود بري وحزب الله واحرق "مراكب خط الرجعة" مع بري والرئيس المكلف ​سعد الحريري​ ولم يسلم حتى حزب الله منه، ان بري كان يستعد لإنعاش مبادرته عبر إطلاق جولة مشاورات جديدة و​تكليف​ معاونه السياسي النائب ​علي حسن خليل​ التواصل مع مختلف الأطراف المعنية بالتأليف في محاولة أخيرة لإحداث خرق في جدار الأزمة وان الحريري كان يحضر مع بري لمسودة تشكيلة جديدة من 24 وزيراً وكان يجري العمل على "تمريرها" الى بعبدا قبل عرضها في لقاء ثنائي بين عون والحريري.

فأتى بيان بعبدا وامس رد عين التينة عليه ليدخل التأليف الحكومي ومبادرة بري في نفق مظلم وصولاً الى مشوار سيكون طويلاً من الفراغ والخواء السياسي، وفي ظل معادلة قاتمة قوامها: رئيس مكلف ممنوع من التأليف، ورئيس مستقيل يرفض التصريف، و​مجلس نواب​ مكبل بلا حكومة اصيلة وسلطة سياسية متخبطة، وقوى امنية ومؤسسات منهكة بانعدام ​الاموال​ والاعتمادات، مع توقع ل​انفجار​ معيشي واجتماعي ومالي كبير وصولاً الى فوضى ستشمل كل القطاعات وكل المرافق ولن توفر لقمة العيش وحبة ​الدواء​ وليتر ​البنزين​ وليتر ​المازوت​ و​الكهرباء​ والانترنت.

وتؤكد الاوساط ان اسباب تصعيد النائب ​جبران باسيل​ ومن خلفه ​الرئيس ميشال عون​ الاخير، غير مفهومة، وخصوصاً ان كل الاطراف تبلغوا في ​لبنان​ ان ​الحكومة اللبنانية​ والوضع اللبناني ليس في بال او اهتمامات إدارة ​جو بايدن​ وان ​الادارة الاميركية​ "آخر همها" ان ينهار لبنان وان يصل الى المهوار ومن باب اكمال الضغط على حزب الله وخلفه ​العهد​ العوني وللقول لجماهيرهما :"تفضلوا وخذوا ما جنته ايديكم وهذا العهد القوي الذي اتيتم به"!

وتقول سيكتب التاريخ ان حزب الله اتى بعهد هو أسوأ عهد رئاسي في ​تاريخ لبنان​ ولن يسلم حزب الله من هذه المسؤولية .

وتقول الاوساط ان الجو داخل 8 آذار عاتب وغاضب من ممارسات باسيل، والتي اوصلت "​الثنائي الشيعي​" وخصوصاً حزب الله وبري الى الحائط المسدود. وافشل اخر محاولة لانقاذ عون وباسيل شخصياً وانقاذ العهد لحكومة تدير الفوضى والارتطام والانهيار بالحد الادنى وليس الانقاذ السريع حتى لا يكون هناك مبالغة.

وتشير الى ان هناك اجماع داخل هذا الفريق ليكشف حزب الله عن "عينه الحمراء" و"قسوته" ضد حليفه باسيل والذي دفع عناده وتصلبه واصراره على وعد بتبني ترشيحه الرئاسي مرجع كبير في 8 آذار، الى القول انه لم ير احداً بمثل عناده وتخبطه وانه يرفض يد المساعدة له وللبلد وقد وصل به الامر الى القول :"اتمنى ان اعرف ما يدور في مخه من الداخل"؟

وتقول الاوساط ان البلد يتجه عملياً الى وضع صعب للغاية حتى نهاية عهد عون، وان مطلب 8 آذار وحلفاء حزب الله منه ان يحسم امره مع حليفه، وان يضغط عليه لوقف التعطيل و​تشكيل الحكومة​ لانه المتضرر الاكبر مثله ومثل العهد وباسيل وباقي البلد.

ولم يعد جائزاً تركه على "راحته" والتعاطي معه بليونة واسترخاء وكأن البلد بألف خير وكل "شي تمام"!