لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال تدشين دير سيّدة الزيارة - عينطوره، وإطلاق رسالته، إلى أنّ "اليوم، تحقّق الحلم الّذي كان يراودني منذ كنت راهبًا في الرهبانيّة المارونيّة المريميّة، بدءًا من سنة 1975، عندما كنت أرى هذا الدير الخازنيّ العريق والتاريخيّ مهجورًا بدون أبواب وشبابيك، وتعصف فيه الرياح والأمطار".

وذكر أنّ "فيه عاشت جماعة من راهبات الزيارة ذوات الحقّ البطريركيّ، وفيه أسّسن مدرسةً خرّجت أعلامًا مثل الأديبة ميّ زيادة. وكبر الحلم عندما أصبحت نائبًا بطريركيًّا في ​بكركي​ من سنة 1986 إلى سنة 1990، ثمّ مطرانًا لأبرشيّة جبيل"، مشيرًا إلى أنّ "العناية الإلهيّة شاءت أن يتحقّق هذا الحلم بفضل هبة مجّانيّة من سخاء حكومة ​هنغاريا​. فكتبوا إليّ من قبل رئيس الحكومة Victor Orbán الذي أحيّيه وأحيّي نائبه الوزير Joult Chemyan، بأنّ الحكومة ترصد للبطريركيّة مبلغ مليون يورو من أجل مشروع اجتماعيّ".

وأوضح البطريرك الراعي أنّ "للحال، أرسلت مشروع إعادة ترميم دير سيّدة الزيارة عينطوره ليكون مركزًا إنمائيًّا اجماعيًّا يمكّن أبناء هذه المنطقة الساحليّة المقتظّة بالسكّان وسواها، من تعلّم مهنة يعيشون منها بكرامة، من دون انتظار كرتونة مواد غذائيّة. فأنشأنا مع الأخت المكرّسة مارانا سعد معهد فيلوكاليا، الّذي يعطي شهادات رسميّة في أربعة قطاعات: الموسيقى وآلاتها، Artisanat، تعلّم فنّ الطبخ وقسم الثقافة والدين".

وبيّن أنّه "لمّا كانت مساحة البناء 2250 مترًا مربّعًا، والخراب شاملًا، لم يكفِ مبلغ المليون يورو. ولمّا كان المهندس المسؤول في البطريركيّة عن الإشراف رامي رزق، يقدّم الحسابات الفصليّة للسفارة الهنغاريّة وللمسؤول عن برنامج المساعدات للمسيحيّين المضطهدين Tristan Azbej، تبيّنت الحاجة إلى مليونٍ ثانٍ، تكرّمت الحكومة الهنغاريّة بتقديمه بطيبة خاطر وسخاء قلب. فلا يسعنا إلّا التعبير عن خالص شكرنا، لأنّه لولا هذه المساعدة السخيّة بمليونيّ يورو لما استطاعت البطريكيّة بأيّ شكل إنجاز هذا المشروع الموضوع لخدمة المجتمع".