أكّد مصدر أوروبي، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "إيفاد الممثّل الأعلى لل​سياسة​ الخارجيّة في ​الاتحاد الأوروبي​ ​جوزيب بوريل​ إلى ​بيروت​، جاء ليؤكّد أنّ المبادرة الفرنسيّة ما زالت قائمة"، مشيرًا إلى أنّ "الموفد الأوروبي حمل معه رسالةً قاسيةً إلى الطبقة السياسيّة، تضع من فيها أمام خيارَين: "الجزرة" في حال انصياعهم بلا شروط باتجاه ​تشكيل الحكومة​، أو "العصا" الّتي تستهدفهم بفرض عقوبات على من يعرقلها".

ولفت في الوقت نفسه إلى "التواصل بين ​طهران​ و​باريس​، طلبًا لمساعدة ​إيران​ لتسهيل ولادة الحكومة والعمل على رفع الشروط الّتي تعيقها"، كاشفًا أنّ "​واشنطن​ تربط رفع العقوبات الشاملة على طهران، باستعدادها لتحسين سلوكها في المنطقة بوقف دعمها للميليشيات الحليفة لها، الّتي تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة ومن بينها ​لبنان​". وأوضح أنّها "طمأنت قيادات لبنانيّة بأنّ العودة إلى ​الاتفاق النووي​ لن تكون على حساب لبنان، لتحويله إلى منطقة نفوذ إيرانيّة".

وركّز المصدر على أنّ "سعي الاتحاد الأوروبي لإنقاذ لبنان، سيؤدّي إلى إقفال الباب على مَن يراهن أنّ ​المجتمع الدولي​ لم يعد يهتمّ بلبنان، بعد أن فقد ثقته بالطبقة السياسيّة، وبات لا يعترض على تركه يواجه مصيره لوحده وصولًا إلى انهياره؛ ليُعاد تركيبه مجدّدًا". وبيّن أنّ "لذلك، فإنّ المجتمع الدولي قال كلمته بمنع لبنان من الانهيار، وهو يبدي كلّ استعداد لمساعدته انطلاقًا من تقديره بأنّ هناك صعوبة في إعادة تركيبه، ما لم يؤخذ بشروط "​حزب الله​" الّذي يتمتّع بفائض من القوّة لن يتصرّف به كأنّه "جمعيّة خيريّة"، وإنّما سيطالب بثمن سياسي قد يؤدّي إلى إعادة النظر في نظامه المعمول به حاليًّا".