رسخت الاتهامات السياسية والاعلامية المتبادلة بين التيار "الوطني الحر" وحركة "أمل" أزمة الثقة بينهما، لعدم وجود كيمياء بين الفريقين، واعتبار التيار ان رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ ينحاز الى جانب رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​.

استخدم الفريقان خلال الاسبوع الماضي كل الأسلحة الاعلامية المتاحة لديهما، عبر القنوات التلفزيونية والاذاعات والمواقع الالكترونية التي يملكانها بموازاة بيانات مكتوبة وتصريحات وتغريدات لنواب كتلتي "التنمية والتحرير" و"لبنان القوي" جاءت على شكل مباراة بين الفريقين "الأخضر" و "البرتقالي" انتهت بتسديد رئيس التيار النائب ​جبران باسيل​ الكرة في مرمى عين التينة مباشرة، لكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري طلب من نواب كتلته وقياديي حركته عدم الرد على مواقف باسيل، فإحتفظ بالكرة، ثم عمّمت عين التينة جملة معبّرة في الساعات الماضية تؤكد التزام الصمت وعدم المضي بالحملات بين الحركة والتيار.

تقول مصادر مطلعة، لـ"النشرة"، ان "​حزب الله​" كان تحرك بسرعة على خط بعبدا-ميرنا الشالوحي-عين التينة بعدما استمعت قيادته الى ما جاء على لسان باسيل امس، للحدّ من الحملات السياسية والاعلامية المتبادلة بين حليفي الحزب، وهي نجحت بالإستحصال على موافقة الفريقين بوقف السجال الحاصل.

وتشير المعلومات إلى أنّ "حزب الله" أعاد فرض اجواء ايجابية ستؤدي الى اعادة الحياة لعملية ​تأليف الحكومة​ في الايام القليلة المقبلة "على قاعدة مبادرة بري التي يتبناها الحزب وقد شارك بتسويقها لدى باسيل عبر المعاون السياسي لأمين عام الحزب ​حسين الخليل​".

لكن "حزب الله" يلتزم الصمت الآن لسببين، من دون لا تعليق ولا تصريحات، اولاً لإتمام وساطته بين بعبدا وعين التينة، وثانيا لإتخاذ موقف مما طرحه باسيل. ومن المتوقع بعدها ان تعود المياه الى مجاري عملية تأليف الحكومة بعدما استخدمت القوى كل الاوراق التفاوضية والهجومية السياسية والاعلامية.