أحيت المستشارية الثقافية ال​إيران​ية في ​لبنان​ و​بلدية الغبيري​ الذكرى الاربعين لوزير الدفاع الأول للجمهورية الإسلامية الإيرانية المسؤول التنظيمي الأول ل​حركة أمل​، إلى جانب الإمام السيد ​موسى الصدر​ مصطفى شمران، عند مدخل السفارة ال​ايران​ية، وحضر الاحتفال النائب محمد نصر الله، الوزير السابق ​محمود قماطي​، رئيس بلدية الغبيري ​معن الخليل​، المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية في لبنان عباس خامه يار وشخصيات.

وتوجه نصرالله لشمران: "يا حبيبنا يا شهيدنا العظيم، نم قرير العين، فلبنان الذي ناضلت من أجله والمقاومة التي سعيت إلى تكوينها من أجل عزتها ومن أجل أن تكون أداة لبنان في تكوين عزته، نجحت وبرزت وتقدمت وانتصرت، وتحولت إلى رقم وطني صعب وإقليمي صعب وإلى رقم دولي يعتني به كل من يريد أن يتدخل في السياسة في منطقة ​الشرق الأوسط​، هذه المقاومة التي بذرت بذرتها وسقيتها بجهدك وتعبك وعرقك ودمك لاحقا أصبحت اليوم في موقع النمو الذي يؤمن العزة والكرامة للبنان، ونجحت في أن تكون في موقع معادلة توازن الرعب مع العدو الإسرائيلي".

أضاف: "شمران، كنت تأمل من خلال المقاومة أن ينصف المحرومون في لبنان، فهم منصفون على مستوى الصراع مع العدو الإسرائيلي، لكنك كنت تطمح الى جانب ​الامام موسى الصدر​ ان يكون لبنان في خير وعافية، بحيث يعيش أبناؤه العدالة والمساواة والعيش الكريم، وهذا ومع الأسف الشديد لم نحققه حتى الآن، ولكننا نأمل ونثق ونتفاءل أننا ذاهبون الى تحقيقه، انه الجهاد الأكبر الذي نأمل من خلاله الحصول على العدالة والمساواة، لكننا الآن ما زلنا بعيدين قليلا عن هذا الأمر، ولعل السبب الاساس في ذلك أن بعض اللبنانيين لا يرون أن لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، وأن بعض اللبنانيين الذين يعملون في السياسة يعبثون في الحياة السياسية يمارسونها على قاعدة: من بعدي الطوفان".

وتابع: "لبنان يتأمل وكذلك ​اللبنانيون​، الحرمان يلف حياتنا، الظلم والفقر أصبحت مفردات نعيشها بكل جوارحنا، والبعض لا يريد ان يتنازل هنا او هناك من اجل استقرار الحياة السياسية واستقامتها بالشكل الذي يمكن ان يؤمن للبنانيين حقهم في العيش الكريم. نحن واثقون اننا سنبلغ هذا الهدف قريبا وليس بعيدا بالرغم من الآلام التي سنعانيها بعد".

وختم: "ايران التي استشهدت في سبيلها وعلى أرضها ولبيت النداء، باتت رأس حربة محور المقاومة الذي يتمدد، بعد المقاومة في لبنان ليشمل ​سوريا​ و​العراق​ والمقاومة ال​فلسطين​ية في غزة، وليتك كنت معنا لترى الانتصار العظيم الذي تحقق في فلسطين ما بين غزة و​القدس​ و​الضفة الغربية​ وأرض 48. هذا الانتصار الذي نرى فيه التفاؤل بتحرير فلسطين، فإيران رأس محور وممانعة مع المقاومة، من منطق المقاومة الذي كان الامام الصدر قد اطلق عليه شعار العالم الرابع، فدول العالم الرابع بدأت تتكون والان تشكل محور الممانعة والمقاومة، فهذا الذي استشهدت من اجله، أصبحت إيران بألف خير وعصية على الطغيان الدولي الذي تمثله ​الولايات المتحدة الاميركية​".

ولفت قماطي في كلمته الى أن "المقاومة انتصرت وحققت العزة والكرامة للشعب اللبناني في مواجهة العدو وانتصرت على ​الارهاب​ التكفيري، وكل هذه الانتصارات الميدانية غيرت معادلات، ولكن نقف عند واقع أليم أنه رغم انتصارات المحرومين في المنطقة وخصوصا في لبنان فقد ازدادوا حرمانا وفقرا وجوعا لسببين: الاول فساد الحاكمين والمسؤولين، فهذا البلد منهوب ومال شعبه مسروق، سرقه حلف ​الفساد​ والسرقة والنهب الذي يتكون من عدة وجوه واركان وألوان يختلفون في السياسة ويتفقون على السرقة، يختلفون في المواقف السياسية وفي تشكيل الحكومات ولكنهم يتفقون على النهب والسرقة وتهريب اموالهم للخارج. هذا السبب كان رئيسيا في ما وصلنا اليه، ولبنان يكاد ينهار اقتصاديا وماليا وعملته الوطنية اصبحت في الحضيض، فكيف لنا ان نسكت؟".

وتابع: "علينا ان نعمل لمحاربة هذا الفساد، وها هو العالم بدأ يحتقر المسؤولين في لبنان ويتهمهم بالسرقة والفساد ويلوح لهم بالعصا ان لم تستجيبوا له فسيفضحهم ويفضح اموالكم في الخارج. وها هو البعض يتراجع في مواقفه فقط لاجل امواله في الخارج، وهذه الاموال هي اموال ​الشعب اللبناني​ ويجب إعادتها الى حضنه والا سنصل الى نتائج سلبية، كما أن عودة هذه الاموال ستعوض كثيرا على الشعب وسترفع مستوى ​الاقتصاد​ فنعود الى ما كنا عليه".

وقال: "لبنان ليس مفلسا بل منهوب ومسروق، وأنا أدعو الرؤساء الثلاثة الى أن يقوموا بمبادرة ليس على غرار ما حصل بالخارج، وليس بالقوة ولا بالقهر، انما مبادرة وطنية، بأن يدعوا الاثرياء الذين اخرجوا اموالهم بالمليارات، من سرق ومن لم يسرق، البريء والمتهم لا علاقة لنا بما فعله، الى إعادة اموالهم الى الوطن والتبرع بجزء بسيط منها، ممن اكتسبها بشرف وتعب وممن سرق ونهب لا فرق بينهما، لن نتهم احدا، ولكن لتعد هذه الاموال بمبادرة وطنية، وبحركة شريفة بعنوان وطني انهم يريدون ان ينقذوا وطنهم لاجل الدواء و​القمح​ و​البنزين​ وللقمة العيش ولاجل كل احتياجات الشعب. تبرعوا وقوموا بهذه المبادرة، لا أغفل هنا السبب الثاني والاساسي لازمتنا الاقتصادية ألا وهو التطويق الخارجي، التطويق الاميركي والخنق الاوروبي والخليجي والتواطؤ العربي لكي يطوقوا ويخنقوا لبنان اقتصاديا ويمنعوا العملات الصعبة من الدخول الى البلد في سياسة تجويع وتركيع وفرض الهيمنة".