اكّدت مصادر سياسية مسؤولة لـ"الجمهورية"، أن طرح رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ بالاحتكام الى الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​، وبعيداً من حسن النية او سوء النية، ليس مرتجلاً او متسرّعاً، بل هو معدّ عن سابق تصوّر وتصميم، لكن مفاعيله الفورية انّه من جهة، أذى باسيل مسيحياً، وعبّرت عن ذلك الحملة الاعتراضية التي قابلته من قوى مسيحية متعدّدة. ومن جهة ثانية لم يلق الصدى الايجابي لدى حزب الله، بحيث انه قد يفسّر بأنّه يضع امين عام الحزب في موقع المعطّل للحكومة، وعلى كلمته يتوقف حلّ العقد، علماً انّ باسيل نفسه يعرف موقف نصرالله تمام المعرفة، وسبق له ان لمسه شخصياً في الاجتماعات الاخيرة والفاشلة بينه وبين المعاون السياسي لرئيس ​مجلس النواب​ النائب ​علي حسن خليل​ والمعاون السياسي لنصرالله ​حسين خليل​ ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب ​وفيق صفا​، والاخيران عبّرا عن موقف نصرالله بضرورة ان يسهّل باسيل تشكيل ​الحكومة​.

وتابعت المصادر :"هذا الطرح ليس عاملاً مسهّلاً ل​تشكيل الحكومة​، بل يعكس الإمعان في التعطيل. فباسيل ينسف مبادرة رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، مكمّلاً بذلك ما ذهب اليه البيان الرئاسي اواخر الاسبوع الماضي، وبالتالي هو يدرك انّ حزب الله، وتحديداً السيد نصرالله، لا يتبنّى موقفه، ولا يماشيه في طروحاته والشروط التعجيزية التي تُطرح، سواء الثلث المعطّل وغيره، بل هو متمسك بمبادرة بري، وهو صاحب مقولة الاستعانة بصديق اسمه نبيه بري والتجاوب مع مبادرته كفرصة وحيدة للحلّ، وشدّد اكثر من مرة على انّ تشكيل الحكومة ضرورة توجب تنازلات من كل الافرقاء".

وأضافت المصادر :"لنذهب الى المدى الأبعد، ونفترض انّ السيد نصرالله استجاب لباسيل وقال كلمته وشُكّلت الحكومة بعد ذلك، فكيف سيُنظر الى هذه الحكومة، ألن تُصنّف هذه الحكومة على انّها حكومةحزب الله؟ علماً انّ قرار الحزب واضح لجهة رفضه تحمّل هذا الوزر، وعدم التدخّل من قريب أو بعيد في مسار التأليف تجّنباً لإلصاق هذه التهمة بالحكومة العتيدة، ما خلا ملاحظات وتمنيات يبديها بين حين وآخر، للتوفيق بين الافرقاء وتقريب وجهات النظر في ما بينهم، وصولاً الى حكومة شراكة متوازنة لا ثلث معطلاً فيها لأي فريق".

وفي السياق ذاته، استبعدت مصادر مطلعة على اجواء حزب الله ان يتفاعل الحزب ايجاباً مع طرح باسيل، مؤكدة أن "مفتاح الحكومة ليس بيد الحزب، بل هو في يد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. وبمعزل عن ذلك كان في الامكان النظر الى طرح باسيل على انه نابع من حسن نيّة ورغبة في حل المعضلة الحكومية، لو انه لم يبادر الى الهجوم على بري وقصف مبادرته".