مع بداية الأسبوع الجاري دخل تقنين التقنين حيّز التنفيذ، ليكون عنواناً لاستقبال الصيف الساخن، بطقس ​لبنان​ الذي ينتظر الموجة الحارة الاولى منتصف الأسبوع المقبل، ووضع لبنان السياسي الذي هاجت أزماته لتعصف بما تبقى من ركائز تجعل النظام بشكله الحالي مستمراً على قيد ​الحياة​.

وصل الدولار إلى عتبة الـ16 ألف ليرة لأول مرة بتاريخ لبنان، كما اقترب نفاذ مخزون البنزين دون التوصل إلى حلول عملية تُنهي أزمة ​المحروقات​، وكل ذلك بظلّ ثبات رئيس حكومة ​تصريف الأعمال​ ​حسان دياب​ على موقفه الرافض لتصريف الأعمال، تقول مصادر نيابية في فريق ​8 آذار​.

تُشير المصادر إلى أن دياب لم يكتف بعدم دعوة ​الحكومة​ للإنعقاد، سواء لاجل ​الموازنة العامة​، أو لأجل أزمة الدولار، أو أزمة المحروقات، أو أزمة الدواء، أو ​أزمة الكهرباء​، أو أزمة البطاقة التمويلية، أو أزمة ترشيد الدعم، بل لم يتحرك لفعل شيء لمواجهة كل هذه الازمات، حتى بشكل منفرد، مشدّدة على أن الحكومة باتت بحكم غير الموجودة، ومن يعمل هم بعض الوزراء بمجهود شخصي.

ترى المصادر أنّ دياب ذهب بعيداً بالمسألة السياسية، فبات من حيث لا يدري متخلياً عن صلاحياته كرئيس للحكومة، في سبيل ما يقول أنّه منع تهشيم هذه الصلاحيات، مشيرة إلى أنه منذ حصل على الدعم السنّي بات يتحرّك بصفته جندياً في فريق نادي رؤساء الحكومات السابقين، متخلياً عن دوره الذي جاء لأجله.

من هنا تقرأ المصادر بيان دياب الذي حاول فيه الإيحاء وكأنه يعمل بصمت، ولكن هل هناك في لبنان من لا يعلم بأن دياب تخلى عن مهماته ويجلس متفرجاً رافضاً اتخاذ أي قرار هو غير شعبي بالنسبة إليه؟.

يتحدث دياب عن قيام الحكومة بواجباتها قبل استقالتها، وهو بذلك يُدين نفسه، ويؤكد المؤكد بخصوص تخلي حكومته عن واجباتها بعد الإستقالة، وكأنه يريد الإنتقام من القوى السياسية، ولكنه وبحسب المصادر ينتقم من ​الشعب اللبناني​ الذي يعاني جرّاء غياب الإجراءات، فمسألة ترشيد الدعم لوحدها لو حصلت منذ أشهر لكانت وفرت الكثير من الويلات على اللبنانيين، ولكن تعنّته أوصلنا إلى هذه المرحلة.

لم يعد خيار تفعيل حكومة تصريف الأعمال خياراً متاحاً إلا بحال قرر ذلك نادي رؤساء الحكومات السابقين، لذلك يجب البحث عن الحلول في مكان آخر، والحل الأهم هو تشكيل الحكومة، وهو ما تستمر محاولات فعله رغم كل الصعوبات. تكشف المصادر أن إطلالة الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصر الله​ اليوم ستكون مخصصة للوضع الداخلي، وهو بالشق الحكومي لن يرفع السقف بوجه أحد، ولكنه سيؤكد على ما أكده سابقاً لناحية قيام رئيس الحكومة المكلف بواجبه إلى جانب ​رئيس الجمهورية​، وسيجدد أيضاً دعمه لمبادرة رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ على اعتبارها المبادرة القائمة الوحيدة المتاحة والتي قطعت أشواطاً مهمة.

تؤكّد المصادر أنه سيكون للسيد نصر الله مواقف مهمّة أيضًا، فهو لا يتحدث إن لم يكن لديه ما يقوله، ولكن لا تزال الأمور بالنسبة للحكومة ضبابية، ويزداد الطين بلة بظل تعنت رئيس حكومة تصريف الاعمال، ورفضه القيام بعمله، ما يعني استمرار الأزمات، وتسارع الإرتطام الكبير، الذي يبدو أن هناك من أصبح يريده بشدة لتغيير ما لم يكن ممكناً تغييره في السابق، أيّ النظام.