علّق رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ في حديث لصحيفة "المدن" على مطالبته بالدولة المدنية والمداورة في الوظائف، لافتا إلى انه "حاولت كثيراً أن أقدم على مبادرات حول المداورة في التعيينات، ولكن لم أنجح، حتى في تشكيل الوزارات. ففي التيار كفاءات كثيرة من الطائفتين الشيعية والسنية، ولكن ممنوع علينا الإتيان بوزير من هذه الكفاءات. حاولنا مع ​حزب الله​ مراراً، ولكنه لم يوافق أن يحصل على وزير مسيحي مقابل حصولنا على وزير شيعي". وأشار إلى انه "يؤيد فكرة المداورة ليس في الوظائف أو المواقع الوزارية فقط، بل في الرئاسات الثلاث. وسأل "ما المانع من أن يكون رئيس الحكومة مسيحياً، ورئيس الجمهورية شيعياً ورئيس المجلس سنياً، على أن تسري هذه المداورة بين الجميع؟".

وعن ملف ​تشكيل الحكومة​، لفت باسيل إلى وقوعه بين خيارين "إما رفض تشكيل رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ للحكومة لأن الخلافات القائمة، والتي تحولت إلى صراع لن يؤدي حتماً إلى أي إنتاجية، ما يعني الاستمرار بالمراوحة القاتلة. وإما التمسك بالحريري كرئيس للحكومة، فينجح بتشكيلها ويتم العمل على تهدئة الأوضاع الملتهبة في الشارع"، مؤكدا انه "بين الخيارين، أفضل الخيار الثاني، وأريد تشكيل حكومة برئاسة الحريري على الرغم من وجود جهات أخرى داخلية وخارجية لا تريده".

وشدد على انه "لن يتنازل للحريري عن ثوابت أساسية، أو أن يشكل حكومة لا تراعي التمثيل المسيحي"، معتبرا ان "الحريري غير قادر على تشكيل الحكومة بسبب علاقته مع السعودية. وهو يقوم بجولات عربية لاستمزاج الآراء"، مشيرا إلى " حجم الدعم الذي يتلقاه الحريري من رئيس مجلس النواب ​نبيه برّي​، حتى وصل الأمر إلى أن برّي يقود معركة الحريري. ولو لم يكن الوضع كذلك، لكان الحريري قد اعتذر من قبل". وأِشار إلى انه لا يوافق على وجهة برّي بأن لا بديل عن الحريري داخل الطائفة السنّية.

واعترض باسيل على وصف ​التسوية الرئاسية​ بينه وبين الحريري بالصفقة، مؤكدا أن كل لقاءاته مع الحريري كانت سياسية، ولم تأخذ أي طابع شخصي، أو له علاقة بالصفقات كما كان يقال أو يتهم". وعلّق على ​العقوبات الأميركية​ بالقول: "مسؤولون أميركيون يعترفون أن لا إثبات لدى الإدارة الأميركية بأي ملف فساد يتعلق بي، وأنا لم أتقدم بشكوى أمام القضاء الأميركي بعد لأنني لا أملك الأموال لذلك".

من جهة أخرى، أكد انه يرفض تسميته بـ"فخامة الرئيس"، موضحا ان "الفكرة برزت من مزحة كان قد أثارها الرئيس ​ميشال عون​ في لقاء سابق معه منتقداً وصفي بـ"رئيس الظل". وشدد على انه لن يستسلم، و"أصرّ على الاستمرار بالقتال". وقال: "لا يمكنهم أن ينتصروا، المعركة مفتوحة وسيستمر الرئيس عون بالقتال مع من يستعد لمساندته". وأكد باسيل أنه لا يراهن على أحد في هذه المرحلة.

وعن واقع التوازنات في البلد، شدد على "استحالة أي فريق على إلغاء الآخر أو الحكم من دونه. أي فريق لن يكون قادراً على الوصول إلى الأكثرية. وحتى لو كانت لديه الأكثرية فلن يكون قادراً على الحكم. ولا يمكن أن نبقى خارج الدولة أو المعادلة. بل يجب الدخول إليها. وفي مراحل كثيرة، كانت لدينا محاولات ولم ننجح. خصوصاً أيام حكومة نجيب ميقاتي، حين حصلنا على عشرة وزراء، وفي سنوات عهد الرئيس عون كذلك".

ورأى ان "وضع البلد خطير، ولكن لا بد له أن يتغير مستقبلاً. القوة التي ستصنع هذا التغيير أساسية، والواقع يحتاج إلى "خضات" أو اهتزازات كثيرة، للخروج بشيء جديد. طبعاً لا أحد يتحدث عن حرب أو فوضى، لأن لا أحد يريدها، وليست من مصلحة أحد. ولكن الواقع القائم سيؤدي إلى متغيرات، وسيوصل إلى قناعة بضرورة تغيير النهج الاقتصادي والنهج السياسي".