أشار رئيس مجلس الوزراء ​العراق​ي، ​مصطفى الكاظمي​، إلى أنّ "قبل يومين، حدثت توقّفات وانقطاعات أكبر من المعدّل المعروف في منظومات الطاقة الكهربائيّة، وقد شكّلت لجنةً تحقيقيّةً خاصّةً، للوصول إلى إجابات عن أسئلة يطرحها المواطنون، بمن يقوم باستهداف شبكات نقل الطاقة اليوم؟ ولماذا يستهدفها؟ وهل نحن أمام عمليّات تخريبيّة ذات طابع سياسي أم إرهابي؟ وسنجيب عن كلّ ذلك عند اكتمال التحقيق".

ولفت، خلال اجتماعه الطارئ مع المحافظين، بحضور خليّة أزمة معالجة ​الكهرباء​، إلى "أنّني قد وجّهت وزارة الداخليّة في هذا الجانب برفع مستوى حماية محطّات الطاقة وشبكات النقل"، مبيّنًا أنّ "بعض الاخوة يعتب عندما أقول إنّ هذه الحكومة تدفع ثمن السياسات الخاطئة والترقيعيّة وهدر المال لمدّة 17 سنة في كلّ المجالات وخصوصًا الطاقة. أنا لا أتكلّم بمنطق دعاية انتخابيّة، فهذه مسؤولية تاريخيّة وأخلاقيّة، ويجب أن نصارح الشعب بعد أن عجزت الحكومات المتعاقبة على مصارحته خوفًا من غضب الشارع العراقي، والحقيقة أنّ الكلّ يتحمّل هذه المسؤوليّة من حكومات وسياسيّين".

وتساءل الكاظمي عن "سبب عدم اتخاذ قرارات الربط الكهربائي مع دول الجوار ودول العالم طوال 17 سنة؟ وقد وجدنا أنّ البلد مرتبط فقط بشبكة مع ​إيران​، الّتي لم تقصّر حسب قدرتهافهي أيضًا لديها استحقاقات لشعبها، وهناك ملف ديون الكهرباء وقرارات ​العقوبات الأميركية​، ونحن جادّون بحلّ هذه المسألة لإيصال كلّ الأموال المترتّبة على العراق للجارة إيران، نتيجة استيراد ​الغاز​ والكهرباء للسنوات السابقة؛ وسنحقّق تقدّمًا في هذا المجال".

كما سأل: "لماذا يكون العراق في زاوية حرجة أمام استحقاقات شعبه؟ أصدرنا منذ عام ولغاية اليوم، قرارات لربط منظومة العراق الكهربائيّة بكلّ دول الجوار، وهذا الأمر سيتطلّب الوقت والصبر لإكمال منظومات الربط الكهربائي مع أشقّائنا وجيراننا،حتّى نتمكّن من مواجهة تحدّيات الطاقة معًا، فالوضع الطبيعي في مختلف أنحاء العالم هو ارتباط شبكات الطاقة مع الجيران، لكنّنا نتساءل من قرّر أن يعزل العراق ويمنع الربط الكهربائي؟".

وأوضح الكاظمي أنّ "في ملف الغاز، وجدنا أنّ شبكات تزويد المحطات بالطاقة مرتبطة أيضًا بالاخوة في إيران، وهم لم يقصّروا ومستمرّون بضخّ الغاز، رغم وجود تعثّر في تسديد مستحقّاتهم بسبب العقوبات المفروضة،ونحتاج لوقت طويل وبنى تحتية حتّى نجد مصادر بديلة للغاز من دول أخرى".

وأكّد أنّ "العراق تأخّر كثيرًا في إنتاج الغاز، ونحتاج أن نبدأ مباشرةً وهذا ما فعلناه من دون تردّد، لكنّنا نحتاج من سنتين إلى 3 سنوات للبدء بإنتاج الغاز وسدّ النسبة الأكبر من حاجة المحطّات"، مشدّدًا على أنّ "كلّ خطوة لحلّ مشكلة الكهرباء بالعراق تتطلّب سنوات، لأنّ العراق لم يبدأ فعليًّا بأيّ خطوة طوال السنوات السابقة، فلو استثمرنا في ​الطاقة الشمسية​ لأصبحت قضيّة الكهرباء اليوم خلفنا، ولو استثمرنا في إنتاج الغاز لصدّر العراق اليوم الغاز بدلًا من أن يستورده".

إلى ذلك، كشف "أنّني تحدّثت مع الفرنسيّين قبل أشهر عن مشروع عراقي لإنتاج ​الطاقة النووية​، فمن حقّ العراق امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلميّة ولإنتاج الطاقة، وقد لمسنا تفهّمًا لدى دول العالم ولدى الفرنسيّين".