أوضح الوزير السابق ​سجعان قزي​، أنّ "اللقاء الحاصل الآن بين رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ والبطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، كان مقرّرًا قبل مغادرة البطريرك الراعي إلى ​الفاتيكان​"، مبيّنًا أنّ "الراعي سيطلع الرئيس عون على نتائج اللقاء الّذي حصل، خصوصًا أنّه كان مثمرًا من ناحية قرار ​البابا فرنسيس​ الإمساك بالقضيّة ال​لبنان​يةّ وبالملف اللبناني، وطبعًا سيثير عون معه عددًا من القضايا المطروحة، منها الأزمات المعيشيّة والحياتيّة وموضوع ​تشكيل الحكومة​".

وشرح، في حديث تلفزيوني، "أنّنا حين نقول بالمفهوم الفاتيكاني إنّ البابا شخصيًّا وضع يده على الملف اللبناني، فهذا يعني أنّه لم يعد هناك في الفاتيكان إلّا قرار واحد هو قرار البابا في هذا الإطار"، مذكّرًا بأنّ "تصوّر البطريرك الراعي للحل بدأ أوّلًا بدعوة ​المجتمع الدولي​ إلى الاهتمام بلبنان ومساعدته للخروج من أزمته المصيريّة، وثانيًا بدعوته إلى تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة، وثالثًا بدعوته القوى الاغترابيّة اللبنانيّة إلى تجييش نفسها لمساعدة اللبنانيّين المقيمين".

وأكّد قزي أنّه "عندما يدعو البابا الدول للإجتماع من أجل لبنان، فهذا يعني أنّه يريد مؤتمرًا دوليًّا من أجل لبنان من دون تحديد إطار له، ما يعكس التماهيوالتماثل بين موقفَي الفاتيكان والراعي في ما يتعلّق بالملف اللبناني"، مشيرًا إلى أنّ "المجتمعَين العربي والدولي لديهما يقين بثلاثة أمور حيال خروج لبنان من أزمته، هي: ضرورة انبثاق سلطة جديدة وتغيير المجموعة الحاكمة، حياد لبنان أيًّا يكن الحل، وانعقاد مؤتمر دولي". ولفت إلى أنّ "الأمرَين غير المبتوتَين بَعد، هما تاريخ إعلان المجتمع الدولي موقفه من هذه الأمور صراحةً، ومن سيأخذ المبادرة بالدعوة إلى مؤتمر دولي"، مشدّدًا على أنّه "تبيّن أنّه لا يمكن إنقاذ لبنان من الداخل".

وركّز على أنّ "لا شيء اسمه علاقة البطريرك برئيس الجمهوريّة أو برئيس مجلس النواب أو برئيس الحكومة. ​البطريركية المارونية​ لا تقيم علاقات مع أركان الدولة من منطلقات أو تموضع سياسي، بل لديها علاقات احترام للشرعيّة، وهذه الشرعيّة ممثَّلة برئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس النيابية ورئاسة الحكومة"، موضحًا أنّه "يُفترض بالبطريركيّة أن تكون على علاقة جيّدة مع كلّ مرجعيّات الدولة، إلّا إذا حصل موقف من إحدى هذه المرجعيّات غير متوافق مع الثوابت اللبنانيّة. البطريركيّة تعمل من أجل لبنان، وليس من أجل المسيحيّين أو الموارنة فقط".

كما بيّن أنّ "الرئيس عون لديه علاقة طبيعيّة مع البطريرك الراعي، وهناك تواصل دائم بين الأخير ورئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، وتواصل ودّي بينه وبين بري"، مؤكّدًا أنّ "البطريرك الراعي لديه قلق كبير من الوضع اللبناني، ويرى أنّ باب الخروج من المشاكل يتمّ عبر تأليف الحكومة، ويرى أنّ المعنيّين بالتأليف يضحكون على الشعب ويتأخّرون بالتشكيل ويعطّلونه".

ولفت قزي إلى "أنّنيأحترم الحريري وأعرف حجم الضغوط الّتي يتحمّلها، لكن عليه أن يصمد لتشكيل حكومة مستقلّين من خارج الأحزاب، وهو أصبح أقرب لفريق 8 آذار بعد أن كان رائدًا في ثورة الأرز"، مفيدًا بـ"أنّني لا أدعو الحريري إلى الاعتذار، بل إلى تأليف حكومة، أو أقلّه تقديم تشكيل حكوميّة جديدة للرئيس عون، فالتأليف يتمّ بين الرئيس المكّلف ورئيس الجمهوريّة، لا بين الأوّل ورئيس مجلس النواب". وركّز على أنّ "الأزمة الحكوميّة تقف عند موقف "حزب الله"، و"شو بدي شو بيحكي الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله"، فأنا أعلم أنّ موقف عون ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ليس منفردًا".