أشار ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​، إلى أن زيارته إلى ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​، هي لـ "نضعه في الجو الذي كنا فيه في روما، وقيمة اللقاء الذي دعا له ​البابا فرنسيس​، ولكن همّي أن أقول أن خطاب البابا هو خريطة طريق لنا، وكوننا رؤساء كنائس يجب أن نباشر عملنا ضمن إطارنا الكنسي، كي ننفذ كل خريطة الطريق".

وشدد الراعي، في تصريح من ​القصر الجمهوري​، على أن "رئيس الحكومة المكلف عليه أن يقوم وبأسرع ما يمكن ب​تأليف الحكومة​ مع رئيس الجمهورية ميشال عون، بروح الدستور، وكل يوم نتأخر تغرق السفينة أكثر وأكثر. هذا الكلام قلته له منذ زمن، وأكرره اليوم". وأفاد بأنع أن تكون "حكومة تقنيين لا حزبيين هو كلام نقوله كلنا كل يوم".

ورأى أن "الباب لتدخل إلى أي مكان هو تأليف الحكومة، وما أوصلنا لهنا هو عدم وجود حكومة، وإذا لم يكن هناك حكومة، كل القطاعات سـ "تخرب"، وكل المصالح ستتوقف، وستزداد الهجرة والبطالة، وستقفل المؤسسات أبوابها". وشدد على أنه "لا يمكن بروح المسؤولية الوطنية أن نتأخر ربع دقيقة عن تأليف حكومة".

وأكد أن "كلنا يجب أن نتحمل مسؤولية مجتمعنا ووطننا، كلٌّ من موقعه، ولبنان يقوم على أكتافنا كلنا، وبسواعدنا كلنا، وليس فئة دون أخرى. هذا كان فحوى حديثنا مع عون". ولفت إلى أنه سيباشر "بالمعنيين الذي توجه البابا فرنسيس بالنداء لهم، حيث سنباشر اتصالنا بهم، بالتالي سنعيش هذا الكلام، ولكن المهم أن البابا يحمل القضية اللبنانية بعمق قلبه، ما بعني أنه يسير بها ويحملها للمجتمع الدولي، ونحن علينا أن نبني وطننا وبيتنا، وأن نقوم بملاقاته".

كما أوضح أن "العمل الأول هو زيارة الرئيس، بعدها نباشر العمل ونتشاور مع يعضنا، نحن الذين كنا في روما، ونعرف كيف سنسير، وإلا سبكون هذا اليوم "راح ديعان"، معتبراً أن "هذا اليوم هو ذكرى تتكرر كل يوم، حين نحققها نحن". وأوضح أن "الجميع يخالفون الدستور، ولكن هذا ليس موضوعنا. لا أحد معني في لبنان بقدر الرئيس عون بصفته رئيساً للجمهورية".

ولفت إلى أن "البابا تكلم عن وجع الناس وقهرهم، ولكن قال لهم اصمدوا فالغيمة تمر، وبعد الليل هناك فجر يجب أن نكون إلى جانبهم بالمعنويات، والمساعدة يجب أن تكون بكل ما للكلمة من معني، ونحن نظمنا أنفسنا لنكون إلى جانب الناس، والأمور لا تتحمل مدى طويل".

بموازاة ذلك، أشار الراعي إلى أنه "في وعظتي قبل السفر إلى روما، قلت إنه يبدو أن هناك مخطط على لبنان، وأنا لا أتعجب من ذلك". وقال: "السارق، ومن يريد أن ينفذ عملية اغتيال، ألا يخططوا؟ ولكن هل أفتح هم الباب؟ يجب ان أتحصن كي لا يتم هذا المخطط". وتابع، "لا يكفي ان نقول كما في حرب الـ 75، "هذه حرب الآخرين على ارضنا". هذا الكلام لا يقال، ونحن لا يجب أن "نتفرج" عليهم، ويجب أن نتصالح ونتكاتف ونعرف كيف نحافظ على أرضنا".