في 17 تشرين الثاني 2019 فاز ملحم خلف بمنصب نقيب محاميي بيروت بـ"وهج" ثورة 17 تشرين الاول 2019 وهزمت احزاب السلطة ومرشحيها.

وفي 27 حزيران أعلنت لائحة "النقابة تنتفض" التي تمثل مرشحي 17 تشرين الاول 2019 ايضاً لتحصد نتيجة كبيرة فيما "المعركة الاكبر" ستجري بعد اسبوع من الآن في انتخابات النقيب والأعضاء العشرة لمجلس النقابة .

وتنطلق اوساط قيادية في ثورة 17 تشرين الاول، لتؤكد لـ"الديار"، ان المزاج الشعبي تغيّر وان احزاب السلطة امام الامتحان وان ما جرى في نقابة المهندسين في بيروت هو استكمال لثورة 17 تشرين الاول ونتيجة حتمية لما قامت وتقوم به السلطة منذ ذلك التاريخ.

وتقول ان خسارة السلطة في نقابتين كبيرتين كالمحامين والمهندسين هو تعبير عن مزاج شعبي ونخبوي وفي صفوف المهندسين والاطباء والصيادلة والمحامين ضد هذه السلطة وفسادها وقعمها للثورة والشارع وعقمها في ادارة البلد والازمة.

وتكشف ان النتيجة التي حققتها "النقابة تنتفض" ليست لانها حضرت جيداً للانتخابات او انها تحمل مشروعاً تغييرياً استثنائياً بل لان الناس تغير مزاجها وايقنت ان لا بد من "قبع" هذه السلطة وان التغيير يبدأ من مكان ما.

بدوره يوافق القيادي البارز والسابق في "التيار الوطني الحر" نعيم عون على هذا الكلام وهو احد رموز التيار الوطني الحر- الخط التاريخي" البارزين الحاليين.

ويقول عون لـ"الديار" ان المزاج الشعبي تغيّر في كل المناطق والطوائف، وقد يكون التبدل الاكبر في الساحة المسيحية، وهو ما سيترجم لاحقاً وبعد اقل من عام في صندوقة الانتخاب.

ويؤكد عون ان "الخط التاريخي" يمد يده لكل اللبنانيين، وحتى ان هناك تواصلاً مع "التيار" بقيادته الحالية ولا شيء يمنع هذا التواصل. ولكن كلّ على قناعاته وخياراته. ولم تعد معركة "التيار" ورئيسه النائب جبران باسيل "داخلية" بل اصبحت "مشكلة" رأي عام لبناني ومسيحي.

ولا يحصر "الخط التاريخي" تحركه فقط في المناطق المسيحية، او فقط بالخارجين من "التيار" بل لدينا كثيرين من محبي العماد ميشال عون ومن "العونيين" داخل "التيار الوطني الحر" ويتولون مناصب بارزة وهامة.

ويكشف ان "الخط التاريخي" سيبقى كما هو تجمع لهذه القيادات، ومن دون مأسسة او كودرة او تحويله الى تيار او حزب، بل سيخوض الانتخابات النيابية. وبناء على نتائجها سيكون هناك خطوات لاحقة.

كما يكشف عون انه ينسق مع النائب شامل روكز، ومع كل القيادات والتجمعات الثورية كما يعمل بشكل حثيث على لقاءات يومية ودورية للتحضير للانتخابات النيابية.

ويؤكد عون انه سمع في الاعلام ان هناك تمويلاً خارجياً في الساحة المسيحية ، وانه سمع النائب السابق وليد جنبلاط يتحدث عن مليار دولار ستصرف على الجمعيات، لكن لم يسمع من احد من الناشطين او الجمعيات الثورية عن تمويل خارجي محدد ومن سفارات او دول.

ويكشف عون ان هناك مغتربين لبنانيين متعاطفين مع الثورة يقدمون مبالغ مالية شهرياً ويعلنون عنها عبر صفحات التواصل والمواقع وليست سراً ويتراوح التمويل بين 50 الف و200 الف دولار ويقولون ان هذا التمويل هدفه دعم الناس وتنشيط حركتهم السياسية. ولكن ليس لدينا معلومات او تأكيدات على ان هذا التمويل له اجندة سياسية خارجية او انه "مدفوش" من جهات خارجية ونحن نحكم على الافعال لا على النوايا.

كما لم يلمس من اي طرف ثوري وفي الساحة المسيحية ان هناك من يسعى دولياً لحصار النائب جبران باسيل وتياره. بل هناك اصرار خارجي على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وان هذه الانتخابات ستحمل تغييرات وسيعزز حضور المجتمع المدني والمستقلين وتراجع الاحزاب السلطوية وكل استطلاعات الرأي تؤكد تراجع الاحزاب كافة.

ويكشف عون ان التمويل الذي يتلقاه "الخط التاريخي"، وهو من رفاق لبنانيين في الخارج وكمساعدة لاستكمال النشاطات وهو تمويل صغير وعبارة عن تبرعات وكل ما يحكى عن تمويل سياسي واجندات مضخم ومبالغ فيه.

في المقابل يؤكد روكز لـ"الديار" خوضه للانتخابات النيابية وانه ينسق مع كل قوى الثورة والحراك الشعبي و"الخط التاريخي في التيار الوطني الحر"، وكل من ينسجم مع طروحاته ضد هذه السلطة الفاسدة، مرحب به. لكن روكز يؤكد ان لا تنسيق حالياً مع النائب نعمة افرام والذي اطلق في 5 تموز الجاري، من جامعة اللويزة، مشروعه السياسي والاقتصادي الخاص، مطلقاً عليه اسم "مشروع وطن الإنسان".

ويكشف روكز عن لقاء جديد آواخر الشهر الجاري لمتابعة مقررات مؤتمر " لبنان وطني" الذي انعقد في بيت عنيا في حريصا في 11 حزيران الماضي، في حضور الوزير السابق زياد بارود، وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية.

ويؤكد روكز ان مشروعه وطني 100 في المئة ولا يقبل الحديث معه، عن لا عن تمويل لبناني او خارجي.

ويشدد على ان لقاء "لبنان وطني" مستقل وهدفه تغييري لا سلطوي، وانه يرى ان الانتخابات النيابية هي بوابة هذا التغيير.