لفت رئيس تيار "القرار ال​لبنان​ي" الوزير السابق ​طلال المرعبي​، بعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ ​عبد اللطيف دريان​، في دار الفتوى، إلى أنّ "في هذه الظروف الصعبة، نحن نثمّن مواقف رجال الدين ورؤساء الطوائف على مواقفهم الوطنيّة وتقبّلهم لمعاناة المواطنين والمأساة الّتي يعيشونها، ومحاولاتهم المستمرّة لصيانة الأمن والاستقرار".

وأشار إلى أنّ "المفتي دريان هو من أوائل هؤلاء الرجال الّذين عملوا ويعملون من أجل استقرار لبنان وسيادته وتضامنه ووحدته، وبالتالي نحن نعلم أيضًا أنّ المشكلة القائمة الآن كبيرة جدًّا ولا وصف لهذه المأساة الّتي يعيشها اللبناني، من إذلال المواطن وحرمانه من مقوّمات الحياة من كهرباء وماء وبنزين والبحث عن قوته اليومي ولا يجده"، مؤكّدًا أنّه "آن الأوان أن تشكَّل هذه الحكومة الّتي طلبها الجميع، المجتمع اللبناني والعربي والدولي، ولم تبصر النور حتّى الآن".

وبيّن المرعبي "أنّنا نعلم أنّ رئيس الجمهوريّة يجب أن يكون الحكم وليس الخصم لأحد، والمادّة 64 من الدستور اللبناني تقول في الفقرة الثانية إنّ رئيس الحكومة المكلّف يجري ​الاستشارات النيابية​ ويوقّع مع رئيس الجمهوريّة مرسوم تشكيلها. أقول هذا لتوضيح الأمور، وهذا ما اتّفق عليه في "​اتفاق الطائف​". وبالتالي، نتمنّى أن يُصار إلى الإسراع في تشكيل هذه الحكومة برئاسة رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، حتّى يتمّ كسب ثقة المجتمعات العربيّة والدوليّة، وخاصّةً بعد ​المبادرة الفرنسية​ ومبادرة رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​".

ورأى أنّ "الحلّ الأساسي والمدخل الأساسي لحلّ كلّ هذه الأزمات، هو تشكيل حكومة حياديّة قادرة على إنقاذ لبنان من براثن الفتنة ومن الفساد، وتضع الإصلاحات المطلوبة لإعادة لبنان إلى أجوائه الطبيعيّة. طبعًا، هذه الحكومة لا تفصلها عن ​الانتخابات النيابية​ إلّا أشهر قليلة، وتعمل أيضًا على تعديل ​قانون الانتخابات​، بحيث تتمّ الانتخابات المقبلة على أُسس عادلة وتسمح لشباب الجيل الجديد أن يعبّر أيضًا عن رأيه، وللمغتربين الّذين يلعبون دورًا كبيرًا في مساعدة لبنان أيضًا في حقّ تمثيلهم حتّى في بلاد الاغتراب". كما شدّد على أنّه "آن الأوان أن يتحمّل الجميع مسؤوليّاتهم، لأنّ الشعب لم يعد يستطيع الانتظار، وثورة الجياع قد تكون قاضية على الجميع".

والتقى المفتي دريان أيضًا قائد شرطة بيروت الجديد العقيد أحمد عبلا، يرافقه آمر مفرزة استقصاء بيروت المقدّم يوسف شاتيلا، في زيارته الأولى بعد تسلّمه مهامه الجديدة. وهنّأه دريان وتمنّى له التوفيق والنجاح في المهام الموكلة إليه.