مرة جديدة يقفز الى الواجهة الحراك الفرنسي والاميركي من بوابة "السفيرتين" الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو، ولا سيما بعد عودتهما من الرياض ولقائهما امس السفير السعودي في بيروت وليد البخاري.

وتؤكد اوساط نيابية بارزة في 8 آذار ان "العراضة الاعلامية" للسفيرتين، ولو خرجت شكلاً بأنها ذات "بعد انساني"، الا انها في المضمون، وبعد تتويجها بلقاء مع البخاري في بيروت امس، تؤكد ما اعلن على لسان مسؤولين اميركيين وفرنسيين ،ان التركيز على منع انهيار لبنان وتسليمه لحزب الله.

والثاني البدء بمعركة الانتخابات النيابية ودعم العديد من القوى السياسية والناشطة في المجتمع المدني، ولا سيما في الساحة المسيحية لقلب الطاولة على رأس حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وتغيير وجهة الاكثرية النيابية.

وتكشف الاوساط ونقلاً عن احد سفراء دول الاتحاد الاوروبي وخلال لقائه مع مستشارين لمرجعية رئاسية، اسر ان اللقاء الثلاثي :الاميركي والفرنسي والسعودي سيتوسع ليشمل سفراء الاتحاد الاوروبي في لبنان، ومن اجل الدفع والضغط على السلطة السياسية لاجراء الانتخابات النيابية ولتأمين مساعدات عينية ومالية وغذائية للشعب اللبناني عبر بعض الجمعيات.

ورغم ان لم يتضح بعد طريقة مقاربة الانتخابات من "التحالف الثلاثي" ومن هي الجهات المقصودة بالدعم ومن سيكون رأس حربة هذه المواجهة، تشير الاوساط الى ان ما يتردد في الكواليس والاوساط السياسية والدبلوماسية ان السعودية ترى في رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "المعتمد السياسي" الرسمي اللبناني مسيحياً، في مواجهة الرئيس ميشال عون في سنته الاخيرة وعزله، وكذلك تحجيم دور باسيل و"تطويقه" في الانتخابات النيابية.

وتؤكد الاوساط ان زيارة البخاري الى معراب، ولو اتخذت طابع التنسيق والمشاركة في ملف رفع الحظر السعودي عن البضائع اللبنانية، فإن لها دلالات سياسية على إطلاق البخاري والسعودية وفي هذا التوقيت معركة الانتخابات النيابية ومن ورائها الانتخابات الرئاسية.

في المقابل تؤكد "القوات اللبنانية" عبر مسؤول الاعلام والتواصل فيها شارل جبور لـ"الديار"، ان زيارة السفير البخاري الى معراب طبيعية في توقيتها، وتأتي من سفير دولة صديقة وفي إطار التنسيق والتشاور الدائم.

ويشير جبور الى ان اللقاء يصب في إطار الدفع نحو رفع الحظر السعودي عن البضائع اللبنانية ومنع التهريب وضبط الحدود بين لبنان وسوريا لمنع تهريب الكبتاغون الى السعودية، وما يؤثر على ضرب الاقتصاد اللبناني وتضرره.

ويلفت الى ان ليس للقاء ابعاد اخرى، وان "القوات" ليست معنية بأية تسريبات او تحليلات، رغم انها تطالب وتدفع منذ عام ونصف نحو الانتخابات النيابية المبكرة، ومستعدة للتنسيق مع اي طرف يحقق هذا المطلب.