يصر اكثرمن طرف مسيحي بارز على ان الانقسام المسيحي السياسي، لا يفترض ان يتحول الى مشكل في الشارع، بين انصار "التيار الوطني الحر" و"المردة" و"القوات"، او ان يحتكم المسيحيون الى تصفية الحسابات بالتقاتل والسلاح وبالعنف.

ويؤكد مسؤولون في الاحزاب الثلاثة، على وجود تنسيق ميداني وحزبي ومناطقي لمنع اي احتكاك، إما مباشرة او عبر اصدقاء مشتركين وبلديات ومخاتير وبالتالي لا داعي للقلق من عودة الصراع الداخلي المسيحي بما يغرق البت الواحد بالدماء.

وفي مقابل الانقسام السياسي وتهدئة الشارع المسيحي، تلعب بكركي وبدعم فاتيكاني دور وحدوي وتقريبي.

وتؤكد اوساط كنسية رفيعة المستوي لـ"الديار"، ان عنوان رسالة البابا فرانسيس كان اولاً تحريك المجتمع الدولي لانقاذ لبنان معيشياً واقتصادياً وتأمين المساعدات اللازمة للشعب وكذلك تحريك الملف الحكومي.

وتشير الى ان ما شهده لبنان من حراك دبلوماسي فرنسي واميركي وسعودي، هو بتنسيق مع الفاتيكان.

وتؤكد ان رسالة البابا لرؤساء 11 طائفة مسيحية في لبنان وسوريا، ان لا يمكن تحصين الوضع المسيحي في لبنان والمشرق، الا بحوار مسيحي-اسلامي وبتنسيق داخلي وخصوصاً في لبنان اذ تفترض الازمة اللبنانية بمستوياتها كافة تكاتف كل ابناء الشعب اللبناني.

وتكشف الاوساط، ان البطريرك الماروني بشارة الراعي في صدد إستكمال مبادرة البابا بمروحة اتصالات مع مرجعيات اسلامية لتحصين الوضع اللبناني، ومن دون الغوص في كيفية ترجمة هذه الاتصالات، فهل تكون عبر قمة روحية في بكركي او عبر لجان مشتركة تضم ممثلين عن بكركي وهذه المرجعيات.

وتحصين الوضع المسيحي مع الحديث عن إعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم وكيفية ترجمة هذا التحصين، وخصوصاً ان هناك حديث عن تعذر تسمية بديل له وان لا حكومة قبل الانتخابات النيابية، وهل سيكون عبر جمع بكركي للاقطاب الموارنة مجدداً، تنفي الاوساط علمها بأية تحضيرات لجمع الاقطاب الموارنة، وكان هناك محاولات منذ فترة لجمعهم وتواصلت بكركي مع الاقطاب بالمفرق ولكن تعثرت الامور في مرحلة متقدمة.

وتشير الى ان ما يهم بكركي هو عدم ترجمة الانقسام في الشارع، وكذلك رفض الاعتداء على موقع وشخص رئيس الجمهورية، او المطالبة باعتذاره وتنحيه او استهدافه بأي طريقة او التشكيك بصوابية واهلية قراراته.

وفي زيارته الاخيرة اعلن الراعي، انه داعم للعهد حتى نهاية ولاية الرئيس، ورفض اي حديث عن اعتذاره او اقالته او المس بصلاحياته ودوره في تشكيل الحكومة.

في المقابل يعتبر النائب فريد هيكل الخازن لـ"الديار" ان تحصين الوضع المسيحي يكون بتحصين الوضع الوطني وما يصيب المسيحيين يصيب كل ابناء الوطن.

ويقول ان الاولوية بعد اعتذار الحريري كما يتردد اليوم، او ان يوافق عون على التشكيلة التي قدمها امس، هو لتشكيل حكومة جديدة، واستكمال مبادرة غبطة البطريرك ومساعيه والمواكبة للمبادرة الفرنسية، ومن دون حكومة ذاهبون الى الفوضى وجهنم، التي وعدنا فيها الرئيس ميشال عون.

ويكشف الخازن ان الموفد الفرنسي باتريك دوريل، لا يحمل الا حثاً فرنسياً على تشكيل الحكومة، وتحصين الوضع الانساني والاقتصادي اللبناني.