أشار رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، الى أن "كلام المسيح لتلامذته بأن لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد، هذا الكلام منذ 2000 سنة موجه لنا في كل العصور وكافة الظروف".

وفي عظته خلال القداس الذي اقيم في ختام مسيرة القربان المقدس في دير مار مارون عنايا، لفت الاباتي الهاشم، الى أن "كلام المسيح موجه لكل انسان ولكل المجتمعات في حالات الضعف والقوة، والحرب والسلام، والعوز والازدهار، والمرض والصحة، كلام يسوع يطالنا بشكل مباشر كأفراد وجماعات وفي أي وقت".

ورأى أن "ما نعيشه في زمننا الحاضر، نجد لكلام المسيح وقع خاص بأن لا نخاف من الذين يقتلون الجسد، وهناك طرق متعددة للقتل، كالقتل المباشر، أو القتل بالجوع والخوف من التجويع، أو القتل بالصحة، ونحن نعيش اليوم ونرى الضعف الذي يضرب القطاع الصحي والمستشفيات ونرى انقطاع الادوية ونخاف من عدم القدرة على تأمين الادوية، ويسوع ايضا يقول لنا لا تخافوا من هذا النوع من القتل".

واعتبر الهاشم، أن "كلام يسوع يضعنا امام الاتكال على العناية الالهية، فالرب يسهر علينا كجماعة وأفراد، والاتكال على التضامن الاخوي فيما بيننا، وان نتمكن من مساعدة بعضنا لتأمين مستلزمات البقاء المادي، وهكذا تكون يد الرب في قلوبنا، وهكذا تتدخل العناية الالهية".

ولفت الى أن "يسوع دعا للخوف من اصابة الارواح والضمائر لانها تقضي على رسالتنا في الحياة، وهكذا نخسر ارواحنا، فالوسيلة التي يستخدمها الشر هي التي حذرنا منها يسوع، وهي الكذب والرياء، والكذب يظهر بالشعبوية التي يتحدث بها الكثير من المسؤولين لارضاء الاذان وليس الضمائر".

وذكّر أن "القديس شربل مر بظروف اصعب من الظروف التي نعيشها اليوم، ولكن كان يعيش بسلام داخلي رغم كل الصعوبات، لانه اتكل على العناية الالهية ولم يخف من قتل الجسد، والسلاح الاقوى هو الصلاة، والتضامن وهذه رسالة مار شربل لنا، وهذا ما نراه في مداخلات قداسة البابا المتكررة تجاه لبنان".