أعلن رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "تكتل "الجمهوريّة القويّة" وانسجاماً منا مع مواقفنا السابقة طيلة السنتين الماضيتين، وإيماناً وقناعةً منا بأنه من رابع المستحيلات الوصول إلى أي إصلاحات او تغيير في النهج أو تحسين في الممارسة طالما الثنائي الرئيس ميشال عون – "حزب الله" وحلفائهما ممسكين بزمام السلطة، وضناً منا على عدم المساهمة في غش الشعب اللبناني وإضاعة المزيد من الوقت عليه بعمليات تجميل لا طائل منها فإننا لن نسمي أحداً في الإستشارات النيابيّة المقبلة مع احترامنا للعديد من الشخصيات المطروحة وتأكيدنا المستمر بأنه لا حل في الوقت الراهن إلا بالذهاب فوراً إلى انتخابات نيابيّة تعيد إنتاج السلطة وتفتح مجالاً فعلي لبدء عملية الإنقاذ المطلوبة".

وأكّد جعجع في تصريح له عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهوريّة القويّة"، أن "حزب "القوّات اللبنانيّة" سيكمل معركة رفع الحصانات حتى النهاية، والقضيّة بالنسبة لنا هي أبعد من ذلك بكثير فنحن مستمرون معركة الكشف عن الحقيقة في انفجار المرفأ حتى النهاية وإذا لا سمح الله لسبب من الأسباب منعوا المحقق العدلي من الإستمرار بتحقيقاته فعندها ورقة التحقيق الدولي موجودة بين أيدينا وسنكمل بها حتى النهاية ولا يظنّن أحد إطلاقاً أن جريمة انفجار المرفأ ستمر مرور الكرام مثل جرائم أخرى".

وجدد جعجع السؤال عن سبب عدم الدعوة حتى هذه اللحظة لجلسة عامة من أجل طرح موضوع رفع الحصانات من أجل أن تظهر المواقف على حقيقتها وأن نتوصل إلى رفع الحصانات، وقال: "إذا مجرّد رفع الحصانات فقط من أجل أن يتمكن المحقق العدلي من التحقيق مع بعض النواب لم تتم بعد فكيف تريدون أن تستمر التحقيقات في القضيّة، في حين أننا للأسف نسمع تصاريح ما بين الحين والآخر عن أن الجميع مع التحقيق ويريدون تسهيل مساره في حين أن هذه المسألة واضحة من يريد التسهيل ليقوم برفع الحصانات".

ولفت جعجع الى انه "في هذا الإطار سأفتح هلالين صغيرين لأقول أنني متأسف جداً لا يكون النواب الذين قدموا استقالاتهم بالرغم من حسن نيتهم، موجودون بيننا في الوقت الراهن لأننا بأمس الحاجة لكل صوت من أجل ربح معركة الحصانات، وإذا لا سمح الله لم نتمكن من جمع كل الأصوات المطلوبة فعندها سيتحملوا مسؤوليّة خدمة من لا يريدون رفع الحصانات، وفي هذا الإطار أود أن أشير إلى مسألة كيف تكون المواقف في بعض الأحيان متسرّعة وليست محسومة بشكل صحيح، ونحن إلى هذا الحد نحن في الوقت الراهن بحاجة لأصواتهم".

ولفت جعجع إلى أننا "ومنذ شهرين حتى اليوم في وضعيّة اجتماعيّة لا توصيف لها، حيث هناك من هم بحاجة إلى أدوية وآخرون إلى عمليات جراحيّة والمستلزمات الطبيّة غير متوافرة، الناس لا تزال تقف في طوابير الذل من أجل الحصول على صفيحة بنزين وآخرين يقفون في طوابير في انتظار الحصول على صفيحة مازوت ولا يحصلون عليها في نهاية المطاف، الكهرباء مهددّة والمستشفيات مهددة والمصانع مهدّدة والأعمال مهددة، يمكن أن نقول إن كل شيء مهدد، في حين أن في المقابل نجد أن لدينا حكومة تعتبر نفسها أنها حكومة تصريف أعمال ولا تقوم بأي شيء".

وسأل جعجع: "هل حاجة الناس إلى الدواء يدخل في سياق تصريف الاعمال أم لا؟ هل حاجة الناس إلى إجراء عمليّة جراحيّة ملحّة أو الخضوع لغسل الكلى يدخل ضمن تصريف الأعمال أم لا؟ أنا لا يمكنني أن أفهم ما هو الدم الذي يسري في عروق رئيس حكومة تصريف الأعمال هذا القابع في السراي الحكومي، وأي دم يسري في عروق رئيس الجمهوريّة في قصر بعبدا وأي دم يسري في عروق جميع وزراء حكومة تصريف الأعمال؟ ألا يتجولون في البلاد؟ ألا يشاهدون معاناة الناس؟ ألا يشاهدون أي نشرة أخبار؟ ألا يرون ما هو حاصل؟ عليهم أن يدركوا أنهم في موقع مسؤوليّة وبالتالي عليهم أن يتحملوا هذه المسؤوليّة، وسأقول أكثر من ذلك، رئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي كان يردّد منذ وصوله ألا دخل له بما هو حاصل ونحن نحمّله مسؤوليّة وضع عمرّه 30 سنة، هذا الرئيس من الممكن أن يكون قد تسبب في الثلاثين شهر هذه بضرر أكبر من الذي حصل في ثلاثين عام، لأنه عندما يكون باستطاعة الفرد القيام بشيء ما ويتمنع عن القيام به يكون يرتكب أكبر ضرر ممكن خصوصاً في مرحلة كهذه المرحلة التي الشعب في أمس الحاجة فيها للمساعدة، وبالتالي يجب أن يقلعوا فوراً عن التصرفات التي يقومون بها ليروا ما يجب عليهم القيام به، فعلى سبيل المثال أحد المسببات الرئيسيّة للأزمات المعيشيّة التي نمر بها اليوم من البنزين إلى المازوت إلى الأدوية وغسيل الكلى والمستلزمات الطبيّة وغيرها يعود لضبابيّة الحكومة الحاليّة حكومة تصريف الأعمال بما يختص بموضوع الدعم، فإما إذا أرادوا الدعم أن يقوموا بالدعم لتحصل الناس على مستلزماتها وإما إذا ما أرادوا إيقاف الدعم ليوقفوه لتتمكن الناس من الحصول على مستلزماتها، إلا أنه لا يمكنهم البقاء على هذه الضبابيّة لا يدعمون ولا يرفعون الدعم الأمر الذي أدى إلى انقطاع كل هذه المستلزمات من الأسواق".