شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ ​نعيم حسن​ على "أهمية مصالحة الجبل الوطنية التي ستبقى عنوانا أساسيا في ترسيخ وتعزيز التعايش بين كل العائلات الروحية في منطقة الجبل، وفي تمتين أواصر المحبة والتلاقي والتعاضد والتآزر، حفاظا على روحية المصالحة وصونا لوحدة الكلمة والموقف في شتى الظروف".

وخلال لقائه وفدا قياديا من تكتل "الجمهورية القوية" وحزب "القوات اللبنانية" موفدا من رئيس الحزب سمير جعجع، لتقديم التهنئة لمناسبة عيد الأضحى المبارك، دعا "جميع المسؤولين والقيادات إلى وجوب تكثيف الجهود من اجل انقاذ لبنان مما يتخبّط به من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية وصحية ومعيشية تنعكس على استقرار نفوس اللبنانيين وقلقهم على مقوّمات وعناصر تعزيز الدولة ومؤسساتها التي تبقى الضمانة الاساسية لاستعادة الوطن عافيته وإعادة نهوضه من كبوته".

وفي هذا السياق، أمل شيخ العقل ان يتم "تشكيل حكومة قادرة على مواجهة الضغوطات الراهنة سريعا، ووقف ما تتدرج به الامور العامة نحو الأسوأ والانهيارات المتلاحقة، والبدء بمسيرة الإصلاح الجدّي لصون الدولة والحفاظ على الدستور ووقف معاناة اللبنانيين".

وبعد اللقاء أكد الوزير السابق غسان حاصباني ان "الزيارة فرصة لتجديد التقدير العميق لمواقف الشيخ نعيم حسن الوطنية والإنسانية الجامعة والداعية إلى التحرك السريع لإنقاذ البلاد ضمن ما يتيحه الدستور ويكفله القانون وضمن ما يمليه الواجب الوطني. وتم التطرق الى الأوضاع التي وصلت اليها البلاد من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وشددنا مع سماحته على أهمية الحفاظ على الاستقرار وروحية مصالحة الجبل، وتكريس مبدأ الاحترام المتبادل بين كل اللبنانيين تحت سقف الدستور".

وأضاف: "تأتي هذه الزيارة صدفة بالتزامن مع الاستشارات النيابية، بعد انتظار دام تسعة أشهر وبعدما أصبح التعطيل جزءاً من الحياة السياسية في لبنان. فأكثر من نصف الزمن الذي مر على الحكومات الثلاث الماضية كان وقتا ضائعا إما بتشكيل الحكومات وفترات طويلة لتصريف الأعمال، أو نتيجة لإشكاليات تسبب بها الاستفزاز الطائفي ممن كان يجوب البلاد بخطابات طائفية عالية السقف. وأعدنا التأكيد لسماحته اننا مقتنعون أكثر من أي وقت مضى أن تشكيل الحكومات من قبل الأكثرية الحالية، سيؤدي الى المزيد من إضاعة الفرص وخسارة الوقت بسبب طبيعة مقاربتها للتشكيل ولإدارة شؤون البلاد".

وأردف: "كيف يمكن لحكومة، وحتى إذا شكلت فورا، استلحاق إجراء إصلاحات في ظل التناتش القائم بين الأكثرية، والاختلافات الجوهرية حول ترجمة الإصلاحات والمبادرة الفرنسية، وهي على بعد خمسة أشهر من دعوة الهيئات الناخبة؟ لذلك، أوضحنا أسباب طرحنا الدائم للذهاب الآن الى دعوة الهيئات الناخبة وإجراء الانتخابات خلال فترة وجيزة وعدم إضاعة المزيد من الوقت. فكلما تأخر حدوث الاستحقاق الانتخابي، كلما خسر البلد المزيد من الوقت للتعافي وزادت مأساة الناس من الجوع والمرض وفقدان مقومات العيش الكريم."