أشار أمين الفتوى في الجمهورية ال​لبنان​ية الشيخ ​أمين الكردي​، خلال وقفة قام بها وفد من علماء ​دار الفتوى​، بتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ ​عبد اللطيف دريان​، أمام مسجد ​الكرنتينا​ الملاصق ل​مرفأ بيروت​، تضامنًا مع أهالي شهداء ​انفجار مرفأ بيروت​، في الذكرى الأولى للجريمة، إلى أنّ "في هذا اليوم مع هذه الذكرى الأليمة حادثة انفجار المرفأ، نتذكّر الشهداء والجرحى ونتذكّر من شرّدوا من بيوتهم. هذه المصيبة الّتي حصلت لم تصب من يعيش في جوار منطقة المرفأ فقط، بل أصابت كلّ الوطن وأصابت كلّ إنسان حرّ أصابته في كرامته وفي نفسيّته وفي وطنيّته، بغض النظر إذا كانت هذه النترات قد جمعت هنا لتستعمل في قضايا عسكرية في داخل لبنان أو في خارجه، أو كانت ناتجة عن إهمال بكلّ الاعتبارات وبكلّ الاتجاهات".

وشدّد على أنّ "هذا التقصير الكبير في كشف الحقيقة، لا يدلّ إلّا على تهاوي هذه السلطة الّتي ابتلينا بها في هذا البلد"، لافتًا إلى أنّه "عندما يتقاذف المسؤولون هذه المسؤولية من جهة إلى أخرى وكلٌ يتنصل، هذا يدل على فشل هذه السلطة الحاكمة من أعلى رأس الهرم من ​رئاسة الجمهورية​ مرورًا بكلّ الرؤساء والنوّاب والوزراء و​الأجهزة الأمنية​، كلّهم مسؤولون وكلّ من يغطّي هؤلاء أيضًا هو مسؤول، لأنّ الّذي يغطي فاسدًا أو مرتكبًا هو مرتكب وفاسد مثله".

وأكّد الكردي "أنّنا نحتاج اليوم إلى أن تصحوا الضمائر. الناس اليوم متألّمة مجروحة، الدماء ما زالت نازفة، من الّذي يأتي بالحق لهؤلاء الناس الّذين ماتوا؟"، متسائلًا: "من الّذي يأتي بالحق للّذين فقدوا أحبابهم؟ من الّذي يأتي بالحق للّذين جرحوا أو شرّدوا من بيوتهم؟ عندما لا يكون هناك قصاص تفتح الأبواب على كل ما لا تحمد عقباه".

وذكر "أنّنا رأينا بالأمس عندما ترك المجرم في خلدة ولم توقفه السلطة، كيف كان الانتقام وكيف كان الثأر وكيف كانت الأمور تتجّه إلى فتنة كبيرة لا يريدها أحد، ولكن عندما يتقاعس أصحاب الشأن وأصحاب السلطة عن توقيف المجرمين وعن معاقبتهم، فهذا الأمر سيؤدّي للأسف الشديد إلى تدحرج كرة النار، الّتي لا تبقي ولا تذر بعد ذلك".

كما جزم أنّ "اليوم حادثة المرفأ لا ينبغي أن تمر. كلّما سكت المسؤولون وسكت أتباعهم، كلّما كانت كرة النار أكبر وتأتي على الجميع. اليوم ​الشعب اللبناني​ يقف وقفة كبرياء وعزّ وكرامة، ومن خلفه كلّ ثائر وكلّ حرّ في هذا البلد"، مشدّدًا على "أنّنا لن نستكين أبدًا حتّى تظهر هذه الحقيقة، وحتّى يعاقَب المسؤولون عنها، وحتّى يعاقَب المتواطئون فيها مهما علا شأنهم ومهما كان قدرهم".