أكد ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​، أن العمل قائم لمعالجة الصعوبات التي تواجه ​القطاع الزراعي​ في ​لبنان​ نتيجة الازمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد ولا سيما منها انقطاع ​المحروقات​. وأشار إلى أن ​الزراعة​ تشكل العمود الفقري للاقتصاد المنتج الذي يعمل على تحقيقه بدلا من ​الاقتصاد​ الريعي الذي كان احد أسباب الضائقة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان حاليا.

وشدد ​الرئيس عون​ على ضرورة اعتماد إجراءات سريعة لحماية مواسم الخضار و​الفواكه​ ومنها تأمين المحروقات لضمان استمراريتها وفق آلية يمكن درسها مع الوزارات المختصة ولا سيما وزارتي الزراعة والطاقة والمياه.

كلام الرئيس عون جاء خلال لقائه في قصر بعبدا، وفدا من نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة في لبنان برئاسة النقيب نعيم صالح خليل ووفدا من تجمع المزارعين في البقاع برئاسة السيد إبراهيم ترشيشي. وقد عرض أعضاء الوفدين للصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي حاليا. وقال النقيب خليل ان النقابة تؤكد ضرورة انقاذ المواسم الموجودة حاليا كالاجاص والتفاح والعنب والبطاطا والحمضيات، فالمواسم جيدة وهي في اوجها والسوق المحلي لا يتحمل هذه الكميات، لذلك القسم الأكبر من هذا الإنتاج يدخل البرادات من اجل تلبية حاجة المستهلكين في موسم الشتاء ومن اجل التصدير مما يسلط الضوء على قطاع التصدير الذي تأثر بشكل كبير علما انه مرفق يوي يساعد على انعاش الوضع الاقتصادي الحالي من حيث ادخال العملة الصعبة الى البلد في هذه الظروف العصيبة.

وطالب النقيب خليل رئيس الجمهورية بالتدخل لايجاد حل لازمة المحروقات والكهرباء التي تؤثر سلبا على برادات التخزين وعمل شاحنات النقل اقله لغاية شهر نيسان المقبل "فنحن بحاجة للتخزين بسبب استحالة تصدير المواسم بكاملها مما يؤثر سلبا على المزارع واستمراره كما يؤثر على الاقتصاد المنتج وسلامة الغذاء وبقاء المزارع في ارضه.

وأعلن ترشيشي، "أصن انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل واختفاء مادة المازوت، وهما الشريانان الاساسيين للقطاع الزراعي والمزارع ، سيقضيان على الزراعة وكل من يعمل فيها خصوصاً أن مادة المازوت هي بالنسبة للمزارع كالدم بالنسبة للانسان، فهي تستعمل بدءاً من سحب المياه للري وضخها، وتسميد الارض وحراثتها وزراعتها ونقل العمال الى الارض لجني المحصول، وتبريده في البرادات ونقل المنتوجات الى الاسواق المحلية والى المرفأ من اجل التصدير. "

وأشار إلى أن المزارعين يشترون اليوم مادة المازوت بسعر يتراوح بين 300000 ليرة، و500000 ليرة، للتنكة الواحدة حسب الحاجة اليها . وشكر ترشيشي الرئيس عون وقيادة الجيش على قرار مصادرة مادة المازوت المخزنة من قبل المحتكرين وتوزيع جزء منها على المزارعين، و"نرجو الاستمرار بهذه الخطوات لأن هناك كميات كبيرة لا تزال مخزنة عندهم وتباع في السوق السوداء بأسعار خيالية، كما نرجو الايعاز بالسماح للقطاع الزراعي باستيراد مادة المازوت اسوة بالقطاع الصناعي الذي بدأ بالاستيراد و التوزيع منذ الامس، ونتمنى العمل على تأمين التيار الكهربائي للتخفيف من استعمال مادة المازوت".

كما طالب ترشيشي بالاسراع في اصلاح الرافعات المعطلة في مرفأ بيروت نظراً للتأثير السلبي الذي تركه تعطيلها.