شدّد المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ في خطبة الجمعة على أن "الخيار هو الكرامة لا السمسرة الرخيصة، الخيار ​طهران​ لا ​واشنطن​، والشرق لا الغرب، وخاصة لمن تعوّد السمسرة، فكفانا تهويلاً وتبريراً. ومن هم بمركز القرار مطالبون ببعض الكرامة، لأن الأميركان لا يحترمون إلا الأقوياء، ومن لا كرامة له، مصيره كمصير من شاهدناهم في مطار ​كابول​".

ووجه خطابه "للبعض المنبوذ والذي يدفع سلفاً لنحر وطنه: تبقى ​إيران​ ضمانة بلد، وضمانة تحرير وإنقاذ، وإلا ماذا فعلت الدول التي راهنتم عليها! ومن يريد أن يلعب دوراً في ال​سياسة​ فشأنه، ولكن عليه أن يتذكر دائماً القول المأثور: "كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة"، كما عليه أن يتذكر جيداً أن من يدافع عنهم سيبيعونه بأبخس الأثمان. أما نحن فلا يمكننا السكوت عما يجري من تدمير ونهش وقتل لهذا البلد وأهله، بغرف سوداء من هنا وهناك، وأوكار أمنية ولعبة سفارات لا تترك وسيلة لخنقه وحصار شعبه إلا وتعتمدها".

وأكّد المفتي قبلان "على المسؤولين والمعنيين وكل الشرفاء والمخلصين، العمل على انتشال هذا البلد من بؤرة الفراغ، ومن كل هذا الخداع السياسي الذي يصل إلى حد الخيانة الوطنية، لأن من يمنع ​الحكومة​ ويمارس العرقلة والتعطيل في وجه تأليفها هو مشارك في هذه الخيانة، لا بل هو أساس المشكل، وسبب كل ما يشهده ال​لبنان​يون ويعيشونه من تجويع وذل وحصار"... مضيفاً "لهؤلاء نقول: اللعبة انتهت، وكل من يتخلّف عن نصرة البلد وإنقاذ شعبه سيلفظه الحاضر ويلعنه التاريخ، فلبنان لن تصنعه الأيدي الآثمة، ولا النظريات الخائنة، ولا وشوشة الأوكار النائمة، ولا الغرف السوداء، بل تصنعه الإرادات الوطنية والدماء الزكية، فزمن الانبطاح والرياء والنفاق ولّى إلى غير رجعة، واليوم ليس كالأمس، وسيثبت الآتي من الأيام أن سماسرة الأوطان والأوكار والاحتكار والنفاق السياسي لا محل لهم في هذا البلد، ومن يسترخص نفسه وبلده هو أرخص عند واشنطن وأزلامها".