توجّهت "رابطة جامعات ​لبنان​"، إلى الأساتذة والطلّاب والأهل، قائلًة: "في هذه الأيّام العصيبة الّتي يعمّ فيها الألم والصّعوبات الجمّة، تجد جامعات لبنان نفسها، عبر الرّابطة الّتي تجمعها، مدعوّة إلى إظهار أقصى درجات الأُلفة والتّضامن والتّكاتف في ما بينها وبين أساتذتها وطلّابها وموظّفيها، من أجل مواصلة المسيرة الجامعيّة الأكاديميّة، برِفعة وصلابة، ومنعًا للوقوع في اليأس القاتل وانهيار مداميك الوطن اللّبناني".

وأعلنت في بيان، ما يلي:

"أ. نعبّر عن مؤاساتنا لعائلات الشّهداء والضّحايا الّذين سقطوا في انفجار التليل، ونجدّد مؤاساتنا لعائلات شهداء ​انفجار مرفأ بيروت​ في الرّابع من آب 2020، طالبين للشّهداء الرّاحة والرّحمة، والاقتصاص من قاتليهم، خصوصًا وأنّ بين الشّهداء خرّيجين من جامعاتنا، وإنّ هذه الأحداث الأليمة على فظاعتها وغيرها ممَّا يجري كلّ يوم، ليست سوى نتيجة لسوء الإدارة و​الفساد​ المستشري والإهمال والارتجال على أكثر من صعيد.

ب. بالرّغم من الحالة المأساويّة الّتي تعيشها البلاد على صعيد تأمين الخدمات العامّة و​المحروقات​ الأساسيّة الضّروريّة للاتّصالات والتّواصل والتنقّل، وبالرّغم من انعدام الرّؤية السياسيّة لإنقاذ البلاد وإصلاح ما يجب إصلاحه، فإنّ جامعات لبنان تُعاهد طُلّابها الجدد الكثيرين الّذين تمّ قبولهم والّذين سيتمّ تسجيلهم، وكذلك الطلّاب الحاليّين في مختلف الاختصاصات والسّنوات، بأنّها ستقوم بما هو ضروريّ مستخدِمةً مختلف الطّرق والوسائل، وكذلك سوف تؤمّن الغالي والنَّفيس، وتعمل مع بعضها البعض لبداية تأمين سنة جامعيّة كاملة متكاملة، مع المطالبة الحثيثة للمسؤولين بأن يتمّ تأمين احتياجات ​الجامعات​ والمؤسّسات التّربويّة لاستمراريّة التّعليم للأجيال من التّلامذة والطلّاب، فلا شيء مطلقًا يُثني جامعاتنا عن تأدية رسالتها الأكاديميّة التّاريخيّة في إعداد وتخريج الرّأسمال البشريّ اللّبنانيّ الكفوء والمثقّف الّذي نفخر به على الدّوام.

ج. إنّ جامعاتنا اعتمدت وستعتمد خطّ التّضامن والتّكافل مع طلّابها وعائلاتهم، بحيث تبذل أقصى جهودها بأن لا يبقى طالب على الأبواب لأسباب مادّيّة أو غيرها، من دون مباشرة أو متابعة دراسته، معتمدين على إخلاصه والتزامه، وكذلك فإنَّ جامعاتنا هي ضنينة بألّا يهاجر شبابُنا إلى الخارج لأيّ سببٍ كان، وخصوصًا بسبب المقولة الشّائعة حاليًّا أنّ لبنان لم يعُد أرضًا صالحة للعلم والتّعلّم. فجامعاتنا اتّخذت قرارها على هذا المستوى في استمراريّة رسالتها، وبأن تساهم فعليًّا في عمليّة إنقاذ الوطن من براثن الانهيار والانحدار، وهي لن توفّر جُهدًا في الدّفاع عن لبنان والكيان والوطن والدّولة، عبر تفعيل القدرات الفكريّة لأساتذتها وخيرة باحثيها، أمام الوهن السّياسيّ والاقتصاديّ الحاصل.

د. وإن تحدّثنا عن استمراريّة الرّسالة الأكاديميّة، فإنّنا نشدّد على استمرار رسالة ​المستشفيات​ الجامعيّة، الخاصّة كما الحكوميّة، في خدمة صحّة المواطن وإعداد الأجيال الجديدة من الأطبَّاء، خصوصًا مع إعادة تفشّي الجائحة الوبائيّة، مثمنّين تضحيات الفرق الطبّيّة والتّمريضيّة، ومناشدين الجهات المسؤولة الوطنيّة والدّوليّة بأن يتمّ تأمين ​الوقود​ و​الأدوية​ و​المستلزمات الطبية​ الضّروريّة لاستمرار خدمتها.

ه. إنّ رابطة جامعات لبنان تُبقي اجتماعات مجلسها مفتوحة لمتابعة مختلف التطوّرات، ساعةً بساعة، بحيث تُعلن تباعًا القرارات والتّوجيهات الّتي سوف تتّخذها لما فيه خير أُسرها الأكاديميّة والإداريّة".