عجيب امر مراكز القرار في النظام العميق في التمنع عن مداواة الجسم المريض امام كل الانتكاسات والانهياريات

ولا نتكلم هنا بالطبع عن معاناة شعبنا المغلوب تحت وطأة الضربات المتتالية فهذا الامر لا يهم مراكز القرار الحاسمة ….

اتكلم هنا عن قدرة هذا النظام الهيكلي الموروث في الحفاظ على نفسه وتصحيح اخطائه وتنقية ذاته كما يحدث في كل الأنظمة السياسية الحديثة في العالم. فمنذ الازمات المتتالية بعد الاستقلال من محاولة التجديد للرئيس ​بشارة الخوري​ الى ثورة ل٥٨ ضد ​حلف بغداد​ الى دخول قوات ​المارينز​ الامريكية الى الحرب الاهلية ودخول قوات الردع العربية الى القوات السورية الى مؤتمر الطائف إلى ​مؤتمر الدوحة​ لم يتمكن النظام السياسي باستقلالية الحلول ال​لبنان​ية من اصغرها لاكبرها احتاجت المنظومة الحاكمة بمن حضر تدخلات اجنبية وازنة تاخذ على عاتقها مسؤولية القرارات الهامة والغير هامة وتعودت النخبة ان ترحب وتلبي القرارات الدولية بكل ترحاب بل بالتمنن والعرفان ودقة التنفيذ بشرط ان يبقي الخارج على تنابل السلطان في الحكم الابدي على هذه البقعة من ​الكرة الارضية​ التي اسمها لبنان لا حرية ولا استقلالية في القرار السياسي الذاتي ولا ارادة وطنية حرة ولا ارادة في تحرير الارادة الوطنية بل بمحاربة كل محاولة صادقة للتغير او لنقد الذات او الاصلاح في ما عدا تجدد فكرهم الرتيب والعقيم .

لهذه الاسباب تاتي الانفراجات الداخلية بقرارات خارجية لا يعلم الداخل اللبناني عنها الا عند حصولها ….

أؤكد ان بعد كل ما جرى لا زالوا يراهنون على القرار الخارجي آملين ان لا يغفل القرار الغربي بالارجح بند مهم جدا الا وهو بقاءهم على العرش ولو هدم الهيكل وضحي بالشعب المسكين

لبنان وجد خدمة لهذه الطغمة المؤذية ان تتربع على عرشه الى الابد.

ونقرأ كل يوم مطالباتهم بزيادة وتيرة التدخلات بل بوضع البلاد تحت الوصاية الدولية ولو تحقق حلمهم هل هناك ضمانة لهم في البقاء خاصة وان الغرب أبتدأ بمحاسبة الذات بعد كل الانتكاسات في تجارب السيطرة والتدخل والهيمنة ما بعد الاستعمار …ناهيك عن الانكفاء والتراجع احدى نظريات اسباب سقوط روما هي نظرية العمى التاريخي لنخب القرار السياسي.