علمت "الجمهورية"، أنّ المناقشات في اللقاء بين السفيرة الاميركية ​دوروثي شيا​ البطريرك الماروني ​مار بشارة بطرس الراعي​ في الديمان تركّزت حول ضرورة تشكيل الحكومة، فيما شدّد الراعي على أهمية الدعم الدولي للبنان، ولا سيما منه الدعم الاميركي من مختلف جوانبه، وذلك لتخفيف الأزمة عن المواطنين. كما كان بحث خصوصاً في موضوع فقدان الادوية وسبل تأمينها انسانياً للبنانيين. أما في ال​سياسة​، فقد شرحت شيا للراعي الخطة التي عرضتها على رئاسة الجمهورية المتعلقة بقرار الإدارة الاميركية مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، علماً أنّ المشروع، وفق مصادر بكركي، مطروح ويُعمل عليه منذ وقت طويل.

وعن اللقاءات بين الراعي و"​حزب الله​"، علمت "الجمهورية" انها متوقفة كلياً، بما فيها اللقاءات البعيدة من الاعلام والتي كانت تهدف، بحسب مصادر بكركي، الى احتواء الأزمة الايديولوجية التي انعكست في السنوات الاخيرة سلباً على مجتمع الطرفين، والتي لم تبدأ بسبب تداعيات الاراضي المتنازع عليها في بلدة لاسا الجبيلية، وصولاً الى التأزم بعد اتهام سيّد بكركي بالعمالة، لتنتهي وتتوقف لأسباب جديدة وصارمة لدى الطرفين، هي نفسها التي فرضت حجب اللقاءات وانقطاعها كلياً.

اما عن الاسباب المباشرة لانقطاع التواصل في المطلق، فقد علمت "الجمهورية" من مصادر قريبة من بكركي، انّ أوساط الصرح البطريركي غير مستعدة مطلقاً في المرحلة الراهنة لإستقبال اي ممثل عن "حزب الله"، بعكس ما يتمّ الترويج له عبر بعض وسائل الإعلام العاملة لمصلحة الحزب عن "استماتة" الراعي للقاء مع الحزب او مع ممثلين عنه، والتي استندت في ادّعاءاتها الى خطابات الراعي ودعوته الحزب الى استكمال الحوار في بكركي وجهاً لوجه. وأوضحت تلك المصادر، انّ الراعي لطالما طمح فعلاً الى الحوار البنّاء بين البطريركية وبين "حزب الله" في سبيل التهدئة الداخلية والمصلحة العامة، إلّا أنّه عندما عرض فكرة الحياد قامت القيامة، وبدأت المساعي لإنجاح تلك اللقاءات، كمثل مفاعيلها، فتراجعت وتجمّدت.

في المقلب الآخر، علمت "«الجمهورية"، أنّ تجميد بكركي اللقاءات الثنائية بينها وبين الحزب مردّه الرسائل التي مرّرها لاستكمال تلك اللقاءات، واشترطت إبقاء ملفات حساسة خارج سياق المناقشة وهي: "سلاحنا خارج التداول - الحياد لا نريده - فك الارتباط مع ايران لا نريده - المجتمع الدولي لا نريده".

ونقل زوار الراعي عنه قوله "اذا كنا نريد الحوار فلنحاور في النقاط الخلافية، لأنّ الذي اتفقنا عليه اساساً نحن متفقون عليه، فإذا لم نطرح النقاط الخلافية على الطاولة فلا جدوى للحوار ولا للقاء".

وكشفت المصادر القريبة من بكركي، انّ التواصل مع "الحزب" متوقف حالياً ومقطوع حتى عبر الهاتف! وبحسب تعبير تلك المصادر: "كلمة حق تُقال، لا هنّي طلبوا ولا نحن عرضنا أو طلبنا"، كاشفة عن أنّه منذ فترة حاول البعض الدخول الى خط حوار الحزب ـ بكركي عن غير طريق اللجنة المكلّفة إدارة هذا الحوار، فكان جواب بكركي: "من جهتنا فعلنا ما هو مناسب ولدينا لجنة مستمرة في عملها، وعندما يحين الوقت لعمل اي شيء فلن نقصّر، ولكن لا تتوقعوا منا ان ندخل في اي حوار يُنزل من مقام البطريركية، ومهما رُوّج عن الراعي فستبقى بكركي أكبر…".