نقلت صحيفة "الراي " الكويتية عن أوساط مطلعة تأكيدها أن "اختيار ​طهران​ خلْع القفازات بالكامل بمخاطبتها الخارج في ما خص الملف اللبناني والإمرة لمَن فيه، تشكّل إحدى الحلقات الخفية التي مازالت تعوق استيلاد حكومةٍ يريدها المجتمعان العربي والدولي كأول إشارة إلى تبديل ​بيروت​ وجهتها الاستراتيجية، ولو تحت عناوين إصلاحية تُمْلي توازنات محسوبة في شكل الحكومة العتيدة، فيما تُغرقها ​إيران​ بأثقال لا تترك مجالاً للشك في الوجه الممانع لبلاد الأرز".

واعتبرت الأوساط أنه "بمعزل عن التفاصيل التقنية المتصلة بالخلافات بين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وفريقه وبين رئيس الحكومة المكلّف ​نجيب ميقاتي​ ومعه رؤساء الحكومة السابقين حول بعض الحقائب والأسماء والتي تُخْفي وراءها انكشاف قطبة لم تعُد مخفية، فإن الحرب الباردة الحكومية والمرشحة لأن تستمر وفق معادلة لا تشكيل ولا اعتذار، قريبان لها بُعْدان رئيسيان: الأول إقليمي محوريّ ويرتبط بمآلات ترسيم النفوذ على تخوم الملف النووي الإيراني. والثاني داخلي لا يمكن التغاضي في إطاره عن أن المكاسرة الحكومية تنطوي في جانب منها، وفق خصوم رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​، على رغبةٍ في استدراج الخارج وتحديداً واشنطن لرفْع العقوبات عنه كونها تشكل عقبة رئيسية في طريقه الرئاسي، وهو ما قد يستدعي، بحسب هؤلاء، المضيّ بالمعركة".