توقّفت مصادر مطّلعة على أجواء ​قصر بعبدا​، عبر صحيفة "الجمهوريّة"، عند قول رئيس الحكومة المكلّف ​نجيب ميقاتي​، في مقابلته التلفزيونيّة الأخيرة، أنّ "رئيس الحكومة هو الّذي يتعرّض للمحاسبة في ​مجلس النواب​، وهو بالتالي المسؤول عن تشكيلها، وعليه اختيار الوزراء ليشاركوه المسؤوليّة".

ورأت في هذا الكلام "تناقضًا ظاهراً لمواقف أُخرى تنمّ عن شيء ما"، متسائلةً "إن كان الأمر على هذا النحو، فلماذا شنّ رؤساء الحكومة السابقون في مسلسل بياناتهم الأخيرة، حملة على رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​، ووجّهوا وسائل الإعلام للتصويب في اتجاه العهد، وحمّلوه مسؤوليّة ما يجري؟. علمًا أنّ ميقاتي شارك في هذه الإجتماعات، ولا سيّما الاجتماع الأخير الّذي أصدر بيانًا تعليقًا على مذكّرة الإحضار الّتي أصدرها المحقّق العدلي في جريمة تفجير ​مرفأ بيروت​ القاضي ​طارق بيطار​".

وسألت المصادر: "لماذا، وكيف لا يحاسبون هم أنفسهم على ما ارتكبوه خلال وجودهم في المسؤوليّة، طالما أنّ رؤساء الحكومة يكونون موضع مساءلة ومحاسبة كما قالوا في هذا البيان؟ أليس في هذه المواقف من تناقض؟ ثمّ كيف يتجاهلون ما ورثه العهد من السنوات السابقة الّتي كان فيها هؤلاء الرؤساء في موقع المسؤوليّة على مدى ثلاثة عهود متتالية؟"، مؤكّدةً أنّ "من المستغرب حقًّا تحميل المسؤوليّة لمن هو غير مسؤول وتجاهُل المسؤول الحقيقي، كما فعل رؤساء الحكومة في بيانهم الأخير".