رأت مصادر "​حزب القوات اللبنانية​"، لصحيفة "الجمهوريّة"، أنّ "الكلام عن إقالة رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ دستوريًّا، هو لمجرّد الكلام السياسي وحاجات الخطاب العالي النبرة، فهو غير قابل للتحَقّق".

وأوضحت، أنّ "إسقاط الرئيس عون فعليًّا، يجري عبر مسارين:

-الأوّل، سيناريو إسقاط عون في الشارع حيث يخرج الناس، ويكون هناك قرار بتظاهرات أمام القصر الجمهوري أو في أيّ مكان في البلد تحت عنوان إسقاط رئيس الجمهوريّة.

ـ الثاني، الاستقالة من ​مجلس النواب​، حيث نفرض إعادة تشكيل سلطة مجدّدًا، ومن خلال إعادة تكوين السلطة نفرض انتخابات رئاسة جمهوريّة".

ولفتت المصادر إلى أنّ "خلافًا لهذا، لا يمكن إسقاط الرئيس، لذلك إنّ المدخل للتغيير يبدأ بالاستقالة من مجلس النواب، ومَن أخَّرَ كلّ هذا المسار هو مَن رفض الاستقالة"، مذكّرةً أنّ "القوّات دعت، قبل استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال ​حسان دياب​، إلى استقالة مشتركة ثلاثيّة مع "​تيار المستقبل​" و"​الحزب التقدمي الاشتراكي​"، ولو بدأ هذا المسار كان يمكن أن يأخذ اتجاهًا آخر يعيد ميزان القوى المجلسي ويؤدّي إلى إنتاج سلطة جديدة". وأشارت إلى أنّ "هناك من قال إنّ هناك فرصة، وبَدّد 9 أشهر من الوقت، فلماذا لم يستفِق منذ 9 أشهر عندما كان رئيسًا مكلّفًا؟".

وعن اعتبار "المستقبل" أنّ رئيس "القوّات اللبنانيّة" ​سمير جعجع​ يحمي الرئيس عون، شدّد على أنّ "أحدًا لا يمكنه المزايدة علينا، فـ"القوّات" كانت السبّاقة وهي لا تضع خطوطًا حمرًا على أيّ موقع رئاسي، لكن علينا أن نكون واقعيّين وليس تنظيريين، فكيف نسقط الرئيس وكيف نؤمّن الأكثرية لذلك؟ حتّى رئيس "الحزب التقدمي" ​وليد جنبلاط​ لا يسير بذلك، فضلًا عن أنّ "​حزب الله​ " ومحور 8 آذار، الّذي لم يسمح بتقصير ولاية مجلس النواب، لن يسمح بإسقاط عون".

وركّزت على أنّ "المواجهة مع عون تبدأ من خلال موقف سياسي يقول لفريق الرئيس و"حزب الله": "ألّفوا الحكومة الّتي تريدونها ولا ثقة لا في التكليف ولا في التأليف، وتحمّلوا مسؤوليّة الكارثة التي أوصلتم البلد إليها"، مبيّنةً أنّ "من هنا تبدأ المواجهة وقد بدأناها، فيما الآخرون لم يبدأوها بعد. فالمواجهة تبدأ أوّلًا من رفض إعطاء أي مظلّة سياسية لهذا الفريق والمشاركة معه في الحياة السياسيّة، ثمّ الاستقالة من مجلس النواب كخطوة عمليّة".

وفي هذا الإطار، ذكّرت المصادر أنّ "القوّات" كانت متقدّمة على الجميع، عندما رفضت أن تُسمّي أي شخصيّة ل​تأليف الحكومة​ وأن تشارك في التأليف، ورفضت تغطية العهد و"حزب الله"، فيما أنّ مَن غطّى العهد وذهب إلى التكليف وسعى الى التأليف وهاجمَ "القوات" على رفضها ذلك، استفاق الآن لأنّه لم يتّفق مع الرئيس عون، ولو اتفق معه لكان يترأس حكومة الآن". وأكّدت أنّ "ضرب العهد يبدأ من عدم تغطيته والمشاركة في التكليف والتأليف، أمّا الّذي هو جزء لا يتجزّأ من تسمية رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة، فلا يمكنه أن يُزايد على "القوّات".