اشار مجلة "نيويوركر" مقالا بعنوان "العذاب الذي تركته أميركا خلفها ومستقبل أفغانستان" الى إن أطول حرب في تاريخ أميركا انتهت في الساعة 3.29 مساء حسب التوقيت الشرقي وقبل دقيقة من منتصف الليل في العاصمة كابول يوم 30 آب. وحلقت خمس طائرات "سي-17" وعلى متنها آخر الجنود الأميركيين من مطار كابول الدولي. وكانت الزاوية الصغيرة التي بقيت تحت سيطرة أقوى جيش في العالم بعد عشرين عاما من السيطرة على أفغانستان التي تعدل مساحتها أفغانستان وأنفقت عليها تريليونات الدولارات ومقتل حوالي ربع مليون شخص في الجانبين. وبدت وكأنها نهاية بائسة.

ونشرت البنتاغون صورة أخيرة للميجر جنرال كريس دوناهيو، قائد الفرقة 82 المحمولة جوا والذي كان آخر جندي أمريكي يغادر التراب الأفغاني. ونقلت عن مسؤول أميركي قضى الأيام الأخيرة في كابول إن المسؤولين العسكريين المتعبين والدبلوماسيين أجمعوا كلهم على الخروج من أفغانستان مع أن الطريقة اتسمت بالفوضى والذعر. ولكن الذين غامروا بحياتهم من أجل تطبيق التوجيهات المتطورة كان هناك حزن من أن الحملة الأميركية في أفغانستان لم تكن لتنجح رغم التزام أضخم تحالف عسكري تم تجميعه ابدا.

وسال مسؤول "كيف كنا سنصلح الأمر؟ وكان هناك وقت لكي نخفف نخفف من الخسائر". وقال البعض: "نريد الخروج ولكن ليس بهذه الطريقة". لكن المشكلة أن أحدا لم يكن يعرف أفضل طريقة للخروج كما قال المسؤول.

وعوضا عن ذلك كان المشهد الأخير هو عبارة عن حطام مؤلم في المطار- أكوام النفايات التي خلفها بحر من المغادرين ومروحيات عسكرية وعربات مصفحة تم تخريبها حتى لا تستخدمها حركة طالبان ودائرة من الأعمدة الفارغة التي رفرفت عليها مرة أعلام الدول التي دعمت مرة أفغانستان بشكل يرمز للفراغ الذي تركته.

ولا تزال أفغانستان بدون حكومة، في وقت يواصل مسلحو طالبان التجول في الشوارع. وهذه صورة بعيدة كل البعد عما تصوره الأميركيون بعد عذاب هجمات 9/11.