أوضح مصدر سياسي مواكب لوساطة المدير العام للأمن العام، ​اللواء عباس إبراهيم​، أن رئيس الحكومة المكلف ​نجيب ميقاتي​ بدأ يواجه المشكلة نفسها التي اصطدم بها سلفه رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​، ودفعته للاعتذار عن تشكيل الحكومة، وأكد أن مشاورات التأليف عادت إلى المربع الأول، وأن ترحيل استمرار وساطة اللواء إبراهيم إلى مطلع الأسبوع المقبل لا يعني أن الأجواء السياسية ستتبدل باتجاه فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي يؤخر تشكيل الحكومة.

ورأى في حديث لـ"الشرق الاوسط" أن ​الرئيس ميشال عون​ بات أسير الطروحات التي أصر عليها رئيس التيار الوطني الحر النائب ​جبران باسيل​ في اجتماعاته التي عقدها مع المعاونين السياسيين لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، والأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل، إبان تولي الحريري مهمة تأليف الحكومة، واضطرتهما إلى تجميدها، بعد أن توصلا إلى قناعة بأنه لا جدوى من مواصلتها.

وأكد المصدر نفسه أن باسيل اتخذ قراره بأن يضع كل أوراقه السياسية في السلة الإيرانية، بعد أن أدرك أنه لا مجال لرفع اسمه عن لائحة ​العقوبات الأميركية​ المفروضة عليه بسبب ارتباطه بـ"حزب الله"، وتوفير الغطاء السياسي له، ويقول إن اتصال باسيل بوزير الخارجية الإيرانية، ​حسين أمير عبد اللهيان​، لم يكن لتهنئته على توليه منصبه فحسب، وإنما لتمرير رسالة إلى واشنطن.

ورداً على سؤال، أوضح المصدر السياسي أن باريس وواشنطن تتواصلان مع عون وميقاتي، وإن كانتا تحملان مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة لعون وفريقه السياسي، مؤكدا أن اللواء إبراهيم لم يتمكن حتى الساعة من إحداث خرق لإحياء مشاورات التأليف بين الرئيسين، على الرغم من أن ميقاتي يربط زيارته للقاء عون باستعداد الأخير لتسهيل مهمته، ورفع شروطه التي تعيق ولادة الحكومة.