شدد نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور ​شرف ابو شرف​ على "العلاقة الممتازة مع نقابة المستشفيات في لبنان، ونحن نجحنا معا في جعل بلدنا مستشفى الشرق، واليوم، لا يزال تعاوننا شاملا في مواجهة جائحة كوفيد -19، وكذلك في مواجهة الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تعطل قطاع المستشفيات والطب والتمريض".

وأشار خلال لقاء مع عدد من ممثلي السفارات العاملة في لبنان والمنظمات غيرالحكومية، المحلية والدولية، في بيت الطبيب، بحضور أبو شرف نقيب المستشفيات المهندس ​سليمان هارون​، اعضاء مجلس ادارة نقابة المستشفيات وممثلون عن ​البنك الدولي​، ​منظمة الصحة العالمية​، وكالة التنمية الاميركية، الوكالة الفرنسية للتطوير، منظمة فرسان مالطا، وعن السفارات الاسترالية، السويسرية، الاسبانية، البولندية، المصرية والتركية الى جانب وفد من اطباء بلا حدود، ألى أنه "للأسف، وجد لبنان نفسه فجأة محروما من الصحة العامة، وبدأ آلاف اللبنانيين يعانون من نقص الرعاية الصحية وحتى الجوع. السلطات والطبقة السياسية غير مهتمة بهذه الأزمة المسؤولة عنها. ورغم ذلك، فإن مشاكلنا الاقتصادية والمالية معروفة للجميع، مع الإدراك أن المساعدة المتبادلة ضرورية لحلها. من بين المشاكل التي نواجهها، تحتل الصحة مكانة أساسية. الصحة في حد ذاتها هي مؤشر أساسي".

وتابع: "اليوم يعاني المرضى ويحرمون من الأدوية التي يحتاجونها. آلاف الأطباء والممرضات يهاجرون. تقفل المستشفيات بعض أقسامها بسبب نقص مادة المازوت و​المستلزمات الطبية​ والأدوية والممرضات. وتبقى الأزمة الاقتصادية والفساد داخل المؤسسات من الأسباب المباشرة. نتيجة لذلك، فقدت العملة الوطنية ما يقارب 90% من قيمتها، والخوف من الأسوأ موجود. ما زلنا نأمل ألا يشهد لبنان مصير دول معينة في إفريقيا وآسيا وأميركا من الإفلاس الكامل. لذلك، يجب أن نتعاون بشكل عاجل في خدمة الفئات المريضة والمحرومة في المجتمع وصولا الى طريق الخلاص والشفاء. خلاف ذلك، هناك خطر كبير أن يهلك لبنان بل ويضمحل، كما قال رئيس ​الكنيسة المارونية​ اخيرا".

وتابع: "حان وقت المساعدة المتبادلة، لم تعد هناك لحظة نخسرها. يجب على المنظمات والهيئات الدولية التدخل وتقديم الدعم المالي والمادي المباشر للقطاعات الصحية والتعليمية والمصرفية والاجتماعية التي تمر بأزمة. لقد حان الوقت لتقديم التضحيات والمساعدة بشكل ملموس وعملي، وليس شفهيا فقط، للمستشفيات وكذلك الى الطاقم الطبي والتمريضي. الحياة أغلى بكثير من المال أو الدواء الذي يجمعه بعض الناس عن طريق الاحتيال، بينما يموت الناس من الجوع أو المرض".

أما هارون فاعتبر أنه "قبل عامين، لم يكن أحد يعتقد أننا سنصل إلى هذه النقطة. أصبح من الواضح فجأة أن جميع السكان أصبحوا ضحية لأكبر مخطط "بونزي" على يد قادته، مع قيام "​البنك المركزي​" والبنوك التجارية بدور ناشط في هذا المخطط. لم نتخيل قط في أسوأ كوابيسنا أنه يمكن الوصول إلى هذا العمق. في كل مرة نعتقد أننا وصلنا إلى نهاية سقوطنا نفاجأ بمزيد من التدهور. لم تكتف الدولة في لبنان بتدمير نفسها، بل سحقت معها ​القطاع الخاص​ بدون استثناء ​القطاع الصحي​. مع حد أدنى رسمي للأجور يناهز الدولار الواحد في اليوم، لم يعد بإمكان هذا البلد تحمل تكاليف علاج مرضاه بالأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية المستوردة من الغرب. لا يستطيع الأطباء والممرضات توفير حياة كريمة لأسرهم. والآن، مع الرفع التدريجي للدعم، نتجه نحو كارثة حيث لن يتمكن معظم السكان من الحصول على العلاج سواء داخل المستشفيات أو خارجها، بينما الدولة غير قادرة على مواجهة هذا التحدي. سيموت الناس في المنزل أو حتى في المستشفيات بسبب نقص العلاج المناسب. لهذا السبب، نحن بحاجة إلى الدعم، ليس من أجل إنقاذ المستشفيات، ولكن لضمان معاملة الناس بشكل صحيح وخصوصا الفقراء".

واشار الى "ان جائحة Covid-19 و​انفجار مرفأ بيروت​ وتفكك الاقتصاد تسببوا بخسائر فادحة في المستشفيات. وقد تراجعت بشكل كبير قدرتها على دعم المحتاجين. نحن نسعى للحصول على الدعم الخارجي لتجنب المزيد من المعاناة بين الفئات الأكثر ضعفا. الدعم الذي يمكن توجيهه خارج بيروقراطية الدولة، ويمكن متابعته مع استهداف أكثر الناس حاجة. الشعب اللبناني غاضب. وقد وصلنا الى هذا الواقع نتيجة تمسّك السلطة الحاكمة بقوانين انتخابية مشوّهة، وهي الطبقة التي قادت البلاد إلى كارثة".