سأَلت رئيسة "لجنة المرأة" في "مركز لُبنان للعمل التطوّعيّ" الدّكتورة في علم الاجتماع ناهد روّاس: "كيف يُعقَل في مفهوم الدّولة، تخزين نيترات أَمونيوم بَيْن النّاس؟ وكيف يُسمَح لكارتيلات النّفط والغذاء أن تنموَ، فيما الشّعب عاجزٌ عن تأمين أَدنى مُقوِّمات الحياة؟".

وفي حديثٍ ضمن مقال في خانة "خاص النشرة"، عن انفجار مرفإ بيروت، وفي إطار "جائزة بيروت للإِنسانية"، قسمت روّاس "المسؤوليّة في شأن تردّي الأَوضاع في لُبنان مناصفةً بين المسؤُولين والشّعب (50 % / 50 %). بيد أَنّ خطأ الدّولة هو في عدم بسط سلطتها وهيبتها، إِذ إِنّها تُصدر قرارًا كمثل قرارات قوانين السّير في لبنان، الصّادرة لفترةٍ وجيزةٍ، وبعدها تتوقّف مُلاحقة المُخالفين... فتسقط هيبة الدّولة". وحذّرت مِن "القلق الّذي هو أَكبر مِن الخوف وأَخطر"...

وأَكّدت في المُحصّلة أَنّ انفجار 4 آب على ضخامته – يبقى أَهون مِن المَوْت البطيء... كُلّ يومٍ، فنحن لم نخرُج مِن الصّدمة بعد. وقد ترك انفجار المرفإِ آثاره السيّئة على العائلة وبين أَفرادها"... وهُنا طرحت سلسلة أسئلةٍ ذات صلةٍ بما بعد الانفجار ومنها: مَن تأثّر في الانفجار أَكثر: الوالد أَو الوالدة أَو الأَبناء؟ عند مَن تهجَّرَت العوائل الّتي ما عاد سقف بيتها يحميها؟ هل مَن قصدهم المُهجّرون مِن الأَقارب هُم مُقتدِرون؟ ويستطيعون إِيواءَهُم؟ وخلصت الدّكتورة روّاس إِلى التّأكيد: "لا بصيص أَملٍ... نترقَّبُ الأَسوأ... ثلثُ راتبنا للبنزين... لا أَمان اجتماعيًّا ووظيفيًّا... راتبي كأُستاذةٍ جامعيّةٍ في حُدود الـ 4،500،000 ليرة لُبنانيّة، وفاتورة مولّد الكهرباء في منزلي 3،600،000 ليرة!... إِنّه انتحارٌ جماعيٌّ!".