هنأ بطريرك السريان الأنطاكي ​مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​، تشكيل الحكومة الجديدة، وأشار إلى أنه "ندعو لها، رئيسًا وأعضاء، بالنجاح، آملين أن تعمل بالسرعة الممكنة لوقف الانهيار الحاصل على كافة الأصعدة، لكننا نعرب في الوقت عينه عن خيبة أملنا بسبب التمادي في تهميش حقوقنا، كمكون سرياني عامة وكطائفة سريانية كاثوليكية خاصة، وذلك بعدم تمثيلنا في هذه الحكومة، كما هي الحال وللأسف، في كل المناصب والوظائف العليا المدنية والعسكرية والقضائية في البلد".

وأفاد "بأننا ندعو المسؤولين للعمل بشكل جدي على ​التدقيق الجنائي​، لمعرفة مصير أموال ال​لبنان​يين وودائعهم في المصارف، والتي نهبت"، مشددًا على "وجوب حصول ​الانتخابات النيابية​ في موعدها في أيار القادم، لتشكيل طبقة سياسية جديدة تنهض بلبنان من كبوته، وفيما يتعلق بتفجير ​مرفأ بيروت​، نجدد التأكيد بأن كل حصانة تسقط أمام هول هذه الجريمة النكراء، فالحقيقة والعدل يعلوان فوق كل اعتبار، خاصة وأن هذا التفجير أدى إلى تدمير قسم كبير من العاصمة بيروت، وسقوط أكثر من مئتي ضحية، وتشريد آلاف العائلات التي لا يزال العديد منها دون مسكن".

ولفت يونان، إلى "ضرورة الحد من الإذلال الذي يتعرض له اللبنانيون، أمام محطات البنزين والمصارف والصيدليات والأفران، فضلا عن الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي والشح في المياه، وعدم توفر الوقود والأدوية والخبز وسواها من المواد الأساسية والحيوية، فيما الدولة من رأس الهرم حتى أصغر مسؤول ترقد في سبات عميق، وتتقاعس عن توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة للمواطنين".

وعن العام الدراسي، أوضح أن "العام الدراسي القادم المهدد هو الآخر كالعامين الدراسيين السابقين، بسبب عدم تلبية احتياجات المدارس التي تمر بأزمات كثيرة، بدأت إثر تفشي وباء كورونا، واستفحلت نتيجة الانهيار الحاصل والذي يهدد استمراريتها لانقطاع الكهرباء والإنترنت، وعدم قدرة الأهالي على دفع الأقساط".

وأشار إلى أنه "لعل من أخطر تداعيات الوضع الحالي المتفاقم في لبنان، هجرة اللبنانيين عامة، والشباب خاصة، بسبب تردي الأوضاع، ومع أن إلهنا هو إله الرجاء، لكن الوضع الحالي المتأزم يجعل من الصعوبة بمكان أن نطلب من أبنائنا الصمود، وعدم الهجرة، لذا ندعو الدولة الى الاسراع في توفير الحوافز للصمود، كي لا يهاجر من بقي، فيفرغ البلد من طاقاته الحية، بعد أن بات الوضع ينذر بالعواقب الوخيمة. هذا وإن كنيستنا تبذل كل ما بوسعها، بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والعالمية، لتأمين المساعدات لأولادها قدر الإمكان، كي ينعموا بالعيش اللائق في ظل هذه الظروف العصيبة".

وأكد يونان، أنه "في سوريا، نلمس عودة اللحمة الوطنية بين مختلف فئات المجتمع، خاصة بعد أن أجريت الانتخابات الرئاسية في أيار المنصرم، وفتحت صفحة جديدة يتوسم فيها المواطنون كل خير، على أمل انتهاء الحرب وعودة الطمأنينة إلى كافة ربوع الوطن، فتتضافر الجهود لإعادة بنائه وازدهاره، وفي العراق، حيث تجري الاستعدادات للانتخابات النيابية التي نرجو أن تنجز في موعدها في تشرين الأول القادم، وأن تنتج فوز أصحاب الكفاءة والنزاهة والكف النظيف والإخلاص للوطن"، فيتعاضد الجميع ويتكاتفوا من أجل نهضة العراق، بعدما تبارك بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس إليه في آذار الماضي، وقد استقبلناه في كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد، وفي قره قوش - بخديدا، المدينة السريانية العريقة".