اشار ​وزير الخارجية​ الأميركي إلى أن "ذكرى أحداث 11 أيلول تعيد تذكيرنا بأسباب دخول أفغانستان، حيث دخلنا لتحقيق العدالة ضد من نفذوا الهجمات وضمان عدم تكرارها"، موضحاً أنهم حققوا أهدافهم "من دخول أفغانستان منذ فترة طويلة بقتل بن لادن وتحجيم نفوذ "القاعدة".

وخلال إدلائه بشهادته أمام ​الكونغرس​ بشأن الانسحاب من أفغانستان، لفت بلينكن إلى أن "الرئيس الأميركي ​جو بايدن​ ورث اتفاق إدارة الرئيس السابق ​دونالد ترامب​ مع حركة "طالبان" للانسحاب من أفغانستان"، كاشفاً أن "إدارة ترامب ضغطت على ​الحكومة الأفغانية​ لإطلاق سراح 5 آلاف من معتقلي "طالبان".

وأفاد أن "طالبان" واصلت هجماتها رغم تعهدات الامتناع عن تهديد المدن الكبرى وفقا ل​اتفاق الدوحة​"، مؤكداً أنه "لم يكن أمام بايدن خيار سوى إنهاء الحرب في أفغانستان أو تصعيدها". ورأى أنه "لو لم ينفذ بايدن اتفاق ترامب مع "طالبان"، لواجهنا خطر هجمات كبيرة ضد قواتنا والمدن الكبرى".

كما اعتبر أنه "ليس هناك دليل على أن القوات الأفغانية كانت لتصبح أقوى لو بقيت قواتنا لفترة أطول، في وقت كان سيرغب خصومنا الاستراتيجيين مثل ​روسيا​ و​الصين​ باستمرار تورطنا في أفغانستان". وشدد على أنهم تواصلوا مع حلفائهم "قبل إعلان قرار الانسحاب وتناقشنا حول آلية التنفيذ، وبدأنا مطالبة الأميركيين بالخروج من أفغانستان منذ آذار الماضي".

وأوشح أن "آلاف الأميركيين لم يخرجوا من أفغانستان رغم مطالباتنا حتى قمنا بإجلائهم في آب"، موضحاً أن "عملية الإجلاء المتعجلة من أفغانستان جرت بسبب انهيار الحكومة الأفغانية". وتابع: "أكثر السيناريوهات الاستخباراتية تشاؤما لم تتوقع سقوط كابول بوجود القوات الأميركية داخلها"، لافتاً إلى أنه "لم تكن هناك أي مؤشرات لانهيار الحكومة والقوات الأفغانية في غضون 11 يوما".

وأضاف: "نواصل جهودنا لمساعدة الأميركيين الذين لا يزالوا في أفغانستان، كما سنواصل التركيز على مواجهة الإرهاب رغم الخروج من أفغانستان". وأكد أن "طالبان" تعهدت بمنع استخدام أفغانستان كقاعدة لـ"الهجمات الإرهابية" ضدنا، وسنحاسبها على مدى التزامها بتعهداتها حول منع الإرهاب من أراضيها".

إلى ذلك، أكد أن "الحصول على تعهدات "طالبان" لا يعني الثقة المطلقة أو الاعتماد عليهم، وسنبقى مستعدين لمراقبة التهديدات وسنحتفظ بقدرات حاسمة لمواجهة الإرهاب. فنحن لدينا القدرة على تحييد التهديدات الإرهابية إن تطلب الأمر دون الحاجة لوجود عسكري". وقال: "نتوقع من طالبان احترام الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني ومكتسبات النساء، في وقت سنواصل تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان عبر المنظمات غير الحكومية".