أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أنه "تتحرك حكومة نجيب ميقاتي بسرعة قياسية، كما لو أنها في سباق مع الوقت، فمن التأليف الى البيان الوزاري الى ثقة مجلس النواب التي تبدو مضمونة سلفا، بعد تلميحات التيار الحر الى عزم كتلته النيابية منحها الثقة.

ولفتت إلى أنه "يبدو ان ميقاتي يريد الحصول على ثقة الناس، قبل ثقة مجلس النواب، ومن هنا يمكن فهم رغبته بزيارة دار الفتوى، ولقاء مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم، حتى قبل حصول حكومته على ثقة مجلس النواب".

وتابعت أنه "من مظاهر استسراع التحرك، شروع لجنة صياغة البيان الوزاري الفضفاضة بمناقشة البيان أمس، تمهيدا لمتابعة المناقشة حوله اليوم. واللافت هنا، تكون اللجنة من نصف أعضاء الحكومة زائدا واحدا، ما يطرح السؤال عن كيفية طلب الحكومة ثقة مجلس النواب، بينما أعضاؤها لا يثقون ببعضهم بعضا، بدليل وجود أكثر من نصف الحكومة بين أعضاء في لجنة البيان".

وأوضحت أن "المصادر المتابعة تعطي استعجال الحكومة قبل إصدار البيان الوزاري والحصول على ثقة مجلس النواب، تفسيرا يتجاوز الإصلاحات المالية والاقتصادية الى مسألة أساسية بنظر داعمي هذه الحكومة، وهي الانتخابات النيابية، هذه الانتخابات هي حجر الرحى بالنسبة للمجتمع الدولي، كونها المؤهل للتغيير السلمي، وقد زارت السفيرة الفرنسية آن غريو النائب جبران باسيل، وأكدت له على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، في شهر أيار المقبل".

واعتبرت المصادر بحسب "الأنباء" أن "هذه الزيارة للسفيرة الفرنسية، تعكس قلق باريس وواشنطن من احتمال تطيير الانتخابات من جانب الفريق الرئاسي، المهدد بفقدان أكثريته النيابية في اي مواجهة انتخابية، حيث فاقت نسبة العاطلين عن العمل الـ 50%، بحسب المديرة العامة لوزارة العمل بالإنابة مارلين عطاالله، بينما كانت هذه النسبة بحدود 11% عام 2011، كاشفة عن ان نحو 10 آلاف شخص من المصروفين من أعمالهم تقدموا بشكاوى أمام وزارة العمل".

وتابعت المصادر أن "الظاهر ان ميقاتي مطمئن الى أجواء الانتخابات، خصوصا ان وزارة الداخلية أصبحت في عهدة فريقه ممثلا بالوزير بسام المولوي، وهو ما كان فريق تيار المستقبل يأمل ان تبقى في عهدته، إلا ان التشكيلة الحكومية أعطت الحريري وزارة البيئة بشخص ناصر ياسين، المستقل عن الأحزاب والتيارات".

وختمت المصادر بحسب الصحيفة الكويتية أن "لاستعجال الثقة النيابية، علاقة برفع الدعم عن المحروقات والأدوية، وقبل الحصول على الثقة، لا رفع رسميا للدعم، ولا قدرة للحكومة على مواجهة الارتفاع الصاروخي المتوقع للدولار في السوق السوداء".