دلت نتائج مسح على أن نسبة المواطنين العرب في اسرائيل سترتفع لدى الجيل القادم بشكل كبير لتتخطى ربع عدد السكان. وإذا كان العرب (فلسطينيو 48) يشكلون اليوم نسبة 19 في المائة، فإن أبناء وبنات الجيل القادم في أعمار تتراوح بين 18 و35 سنة، يشكلون نسبة 28 في المائة من نظرائهم اليهود. وهم شغوفون بالعلم والازدهار الاقتصادي، ولكن آفة الفقر تهدد أوضاعهم، إذ إن 61 في المائة منهم يعيشون اليوم في أوضاع صعبة.

وقد أجرى هذا المسح، مجموعة من الباحثين مركز البحوث الاجتماعية التطبيقية "ركاز"، لصالح "جمعية الجليل للبحوث والخدمات الصحية". وجاء فيه أن نسبة الشباب، في المجتمع العربي في إسرائيل تبلغ 40 في المائة، وعددهم اليوم 440 ألف شاب وشابة يشكلون نسبة 28 في المائة من أبناء وبنات جيلهم في المجتمع الإسرائيلي. منهم 51 في المائة ذكور، و49 في المائة إناث.

فيما يتعلق بالتعليم الأكاديمي، فإن 17 في المائة منهم التحقوا بالتعليم الأكاديمي وتخرجوا، 20 في المائة ما زالوا ملتحقين بالتعليم الأكاديمي، و62 في المائة غير ملتحقين بالتعليم الأكاديمي. وبين الحاصلين على لقب أول فما فوق، تبلغ نسبة الذكور 18 في المائة، فيما تصل نسبة الإناث 21.5 في المائة. وحسب هذا المسح، قال 77.8 في المائة من الشباب إن على المواطنين العرب الاستثمار بالتعليم العالي، لأجل النجاح في الأصعدة المختلفة للحياة.

ويستدل من المعطيات أن 5.3 في المائة من الشباب أدّوا الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي (بالأساس الدروز والبدو)، و10 في المائة من الشباب يُفكرون بالهجرة. وأشارت الباحثة دعاء زيد، المشاركة في البحث، إلى أن "الشباب الفلسطيني في الداخل يواجه صعوبات اقتصادية، فنسبة 61 في المائة من الشباب أفادوا بأن نسبة دخل الأسرة دون المعدل، علماً بأن هذا الاستطلاع كان قبل جائحة كورونا، وهناك بحث آخر حول بعد جائحة كورونا سنعرضه لدى الانتهاء منه".

أما فيما يتعلق بالهوية والانتماء، فإن شريحة الشباب تهتم بالهوية العربية والقومية، بشكل أبرز من اهتمامهم بالهوية الفلسطينية أو الدينية أو حتى الإسرائيلية. كذلك تطرق البحث إلى الصحة عند الشباب، فتبين أن أغلب الشباب يعانون من أمراض مزمنة، بسبب تناولهم الأدوية على نحو خاطئ ومستمر، ولجوئهم إلى التدخين وعدم ممارستهم الرياضة، ورفضهم التحدث عن مشاكل الإنجاب والخصوبة لديهم.

وكانت جمعية الجليل قد عقدت مؤتمراً، الاثنين الماضي، تناولت فيه موضوع الشباب العربي في إسرائيل، لغرض بناء وتعزيز القدرات البحثية وتمكين مجتمعنا من دراسة احتياجاته لطرح وتطوير الخطط الاستراتيجية المستقبلية. وقال مدير عام الجمعية، أحمد الشيخ محمد، إن المؤتمر تناول قضية شريحة تمثل مستقبل العرب الفلسطينيين في إسرائيل، وإن هذا المسح جاء ليزود القيادة السياسية والمجتمعية بالأدوات العلمية السليمة للتخطيط للمستقبل.