افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس ​الراعي​، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في ​لبنان​، ​مؤتمر​ ​المدارس الكاثوليكية​ السنوي السابع والعشرين: "نحو إمكانات جديدة"، بدعوة من اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية.

ورأى الراعي، أن "لبنان اليوم، بعد أن فرقته الأحزاب وجزأه السياسيون، وكثرت فيه الولاءات لدول أخرى وللطوائف، أضحى بأمس الحاجة إلى تربية جديدة على محبة الوطن والولاء له وعلى الأخوة في الإنسانية والمواطنة التي شددت عليها "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل ​السلام​ العالمي والعيش المشترك"، التي وقعها قداسة ​البابا فرنسيس​ والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في أبو ظبي بتاريخ 4 شباط 2019، والرسالة العامة للبابا فرنسيس "كلنا إخوة" التي وقعها على ضريح القديس فرنسيس الأسيزي في 3 تشرين الأول 2020. حاجتنا أن تدخل هاتان الوثيقتان في صميم التربية في مدارسنا. وهي تربية تنسجم مع نظامنا السياسي في لبنان القائم على التعددية الدينية والثقافية، والحوار، والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، والمشاركة بالمساواة في الحكم والإدارة، وإقرار جميع الحريات العامة، والإنتماء إلى لبنان بالمواطنة لا بالدين، وحياد لبنان عن الصراعات والأحلاف والحروب الإقليمية والدولية. هذه الميزات اللبنانية تشكل الأساس للأخوة في الإنسانية والوطن.

وأشار الراعي، إلى أن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية وجدت، ليس فقط للمطالبة بحقوقها المشتركة، بل أيضا للإلتزام المشترك في واجباتها القانونية العادلة والمنصفة، وبخاصة للتنسيق فيما بينها. وهو تنسيق يشد أواصر وحدتها الداخلية.

وقال، إن التنسيق يشمل توفير حسن العلاقات مع رابطات أولياء ​الطلاب​ و​نقابة المعلمين​. كما يشمل تحديد العطلات، وساعات التدريس، وأيام التعطيل، والمبادرات للتخفيف عن كاهل الأهل مما يرهقهم من كماليات، وإعادة النظر في مضامين الميزانيات، والعمل على المحافظة في آن على الطلاب والمعلمين و​الموظفين​، ريثما يبيد الله وباء ​كورونا​، وتستعيد بلادنا حيويتها وحياتها الطبيعية، ويخرج شعبنا من نفق الأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية بهمة الجكومة الجديدة التي نوجه لها تحية من خلال ممثل فخامة رئيس الجمهورية بيننا، صاحب المعالي وزير التربية القاض عباس الحلبي، الى دولة الرئيس نجيب ميقاتي والى كل الوزراء وتعلمون ان الشعب اللبناني والاسرتين العربية والدولية ينظرون كلهم الى الحكومة. ونحن نصلي لكي تتمكن من النهوض الصعب بلبنان من كل النواحي. بهذا الرجاء نصلي، ونشكر الله على حل هذه الأزمة السياسية بتشكيل الحكومة راجين لهذا المؤتمر النجاح وجني ثماره المنتظرة".