وجّهت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون، كتاباً إلى السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا، شكرتها فيه على الحفاوة التي أحاطت بها المشاركات والمشاركين في "قمّة كييف للسيدات والسادة الأوائل"، كما شكرت سفير أوكرانيا في لبنان إيهور أوستاش على الحرص الذي أبداه على حضور لبنان في هذه القمة، التي تزامنت مع الذكرى الثلاثين لإعلان استقلال أوكرانيا.

وأشارت عون خلال كلمة لبنان في القمة التي عقدت في مجمع "صوفيا كييف"، الى أن "وباء COVID_19 شكل حدثاً مفاجئاً وغير متوقع. لم يكن أحد مستعدًا لذلك ولم نكن نعرف أو ندرك عندما بدأ الوباء كم ستكون عواقبه سيئة وواسعة النطاق. لكنها كانت موجودة، وكان علينا التعامل معها بأفضل طريقة ممكنة. ومع استمرار مدة الحجر الصحي، لاحظنا تزايداً في العنف الأسري، وتلقينا اتصالات من نساء يتعرضن للعنف والتحرش داخل أسرهن".

وتابعت:"أطلقنا حملة توعوية بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بهدف تشجيع النساء المعنفات أو أي شاهد أو شاهدة على حالة عنف أسري على إبلاغ القوى الأمنية على الخط الساخن التابع لها، وبالتعاون أيضًا مع وزارة العدل، أتحنا فرصة تقديم الشكاوى والاستماع إلى شهادات الضحايا عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني لتسهيل وصولهم إلى العدالة، وطلبنا من رئيس مجلس الوزراء دعوة الهيئة للمشاركة في أعمال وحدة إدارة مخاطر الكوارث، بهدف معالجة الصعوبات التي تواجهها النساء بشكل خاص أثناء انتشار الوباء".

وأكملت السيدة عون: "في كانون الأول 2020، أقرّ البرلمان القانون الرامي إلى تجريم التحرش الجنسي وتأهيل ضحاياه، ونقوم حاليًا بحملة توعوية حول القانون ونعمل على تطوير سياسات داخل المؤسسات العامة والخاصة للإسراع بتنفيذه، وخلال الوباء لاحظنا ارتفاعًا في الابتزاز عبر الإنترنت، ما دفعنا إلى إعداد حملة توعوية يتم إطلاقها قبل بداية العام الدراسي المقبل نشجع من خلالها الفتيات على عدم الوقوع ضحية لجريمةالابتزاز وعلى إبلاغ القوى الأمنية عند تعرّضهن لها، كما نعمل على برنامج للتوعية على مخاطر التسرب المدرسي وتزويج الأطفال، ونعمل على زيادة المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات المحلية والوطنية المقبلة، وعلى دور الإعلام في النهوض بقضايا المرأة وكذلكننفذّ برنامجاً يهدف إلى التمكين الاقتصادي للمرأة مع البنك الدولي"، مؤكدة أن "حماية المرأة من العنف الأسري هي واحدة من قائمة طويلة من المبادرات التي تمكّنا من تحقيق بعضها، ولن نهدأ قبل أن نحقق البعض الآخر مهما طال الوقت ومهما ازدادت الصعوبات، ولن نتوانى عن بذل الجهود لإدخال تعديلات على قانون الانتخابات لتضمينه كوتا نسائية مما يتيح للمرأة مشاركة أكبر في الحياة السياسية".

وشددت على أن "وطني لبنان يمر اليوم بأزمة متعددة الأوجه تتراجع معها الظروف المعيشية للبنانيين. ومع ذلك فنحن مستمرون في السعي إلى تحسين أوضاع النساء. نعلم أنّه بإمكاننا تحقيق ذلك بمؤازرة أصدقائنا وشركائنا وبفضل تصميم اللبنانيات واللبنانيين".