أشار عميد الكلية الأميركية في باريس ، ​فادي فاضل​ في حديث إذاعي، إلى أن "الحرب الباردة عادت اليوم بين اميركا من جهة وروسيا والصين من جهة والحرب على الارهاب لازالت قائمة"، لافتًا إلى أن "الحرب الاميركية على افغانستان كانت حرب مباشرة على القاعدة والولايات المتحدة خلقت ضوابط جديدة بالزامية الدول ان تحارب المجموعات الارهابية".

وأوضح أن "الارهاب في هذه الدول لا يمكن ان يقهر الا من خلال المجموعات المحلية، ولا يكمن ان تحارب الارهاب في دولة الا عندما تلتزم هذه الدولة بالحرب على الارهاب"، مشيرًا إلى أن "الموقع الجغرافي لاميركا وكندا واستراليا وبريطانيا يبعد الخطر الارهابي عنهم"، معتبراً أن "المنظومة المخابراتية الأميركية تمنع الاشخاص في الولايات المتحدة من اعتناق ايديولوجيات مختلفة متطرفة، بينما الاوروبيين يهددون بلادهم من خلال اعتناق بعض الايديولوجيات المتطرفة".

واكد أن "الولايات المتحدة الأميركية، تعلم ان الحرب على الارهاب لا زالت قائمة، والذي تغير هو غياب الالتزام الفعلي لاميركا بالحرب على الارهاب من خلال شن الحروب في بلدان مختلفة"، معتبرًا أن "أميركا تريد ان تحصن ارضيتها على الصعيد الامني، بالاضافة الى الصعيد الاقتصادي بوجه الصين وأولوية الدول اليوم هي للاقتصاد، بعيدًا عن الهيمنة على الدول".

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تتعاطى اليوم مع الامر الواقع في افغانستان، وفي شباط 2020 تم توقيع اتفاق بين اميركا وطالبان يتعلق بتنسيق الانسحاب الاميركي، فالتواصل ليس جديدًا"، مؤكدًا أن "المقاربة الجديدة بالتعامل مع الامر الواقع هي لسان الحال بالنسبة للدول الكبيرة في التعاطي مع الدكتاتوريات وهو النمط الجديد بالعلاقات الدولية".

وأشار إلى أنه "من الممكن لاميركا ان تتفاوض مع حزب الله، اذا ما اعتبرت ان مصلحتها العليا تكمن في التفاوض مع الحزب واذا اعتبرت ان هناك مصلحة للتفاوض معه واخراجه من لائحة الارهاب"، لافتًا إلى أن"الراي العام الاميركي من جهة والمعارضات من جهة تجعل المجموعات الحاكمة تحت المجهر 24 على 24".

واعتبر أن "ما يساهم في تنامي حركات الارهاب من جديد، هي البيئة الحاضنة، وهذه البيئة هي التي تستطيع ان تستأصل هذا الارهاب من مجتمعها"، مشيرًا إلى أنه "من الممكن ان يحصل انقلاب لمجموعات صغيرة على انظمتها الديكتاتورية وهي مرتبطة بالصراع بين الدول والحوارات التي تجري في المنطقة، وانا لست متشائمًا واستبعد صراع اقليمي سني شيعي يشعل المنطقة".

واكد أن "التغيير ليس ما يصبوا اليه الشعب اللبناني، وهو اعتاد على شكل الحياة الحالي، وتعود على الإذلال وعلى تأمين البدائل التي يتعايش معها، ولبنان ليس ضمن اولويات دول المنطقة ومتروك للمسؤولين بداخله، وعليهم ان يكونوا جديين وعليهم ان يلتقوا لجعل الحلول واقع ملموس، واذا لم يتم هذا الشيء سيتدهور الوضع اكثر".