تبقى القنابل العنقودية الإسرائيلية خطراً ينتاب الأهالي والمزارعين في الجنوب، حيث وصلت حصيلتها إلى 55 ضحيّة و450 جريحاً، معظمهم من المزارعين والرعاة. فالطفل السوري فادي الصعيدي (8 سنوات)، لم يكن الأول الذي يقتل بتلك القنابل في بلدة عدشيت الجنوبية، حيث يقيم، بينما جرح شقيقه محمد (5 سنوات)، بعدما عثرا على قنبلة عنقودية، الأسبوع الماضي، وراحا يلعبان بها قبل أن تنفجر بهما.

بات أهالي الجنوب يتخوفون من تلك القنابل، التي تمثل احتلال إسرائيل المدفون في الأرض، الذي يقتل الأطفال والرجال والمزارعين، حيث يخشى الجنوبيون، في مواسم قطاف الزيتون الجنوبي، من شر تلك القنابل.

وأوضح مصدر معني، عبر "النشرة"، بأنّ عمليّة تنظيف الأراضي الجنوبية من القنابل العنقودية الإسرائيلية، التي كان مقرراً لها أن تنتهي أواخر العام الماضي، تتطلب وقتاً إضافياً، طالما أنها ما تزال مطمورة في الأرض، بفعل العوامل الطبيعية من شتاء ومطر وانجراف التربة. ولفت إلى أن المركز اللبناني في الجيش اللبناني، الذي يتولى هذه المهمة، ينسّق مع "اليونيفل" والجمعيات الاهلية اللبنانية والأجنبية المعنية بالتنقيب عن تلك القنابل.

وكشف أن فرق نزع الألغام التابعة لـ"اليونيفيل" ساهمت، منذ حرب عام 2006، في تطهير حوالي 4.8 مليون متر مربع من الأراضي المتضرّرة، ودمرت أكثر من 34000 لغم وذخائر غير منفجرة في الجنوب اللبناني، وموضحاً أنه إلى جانب دور المكتب الوطني لنزع الألغام، هناك مساعدات عربيّة وأجنبيّة ومبادرات على مستوى عالٍ، كالنروج التي قدّمت كاشفات ألغام وخوذاً واقية، فيما قدمت الولايات المتحدة وحدة كلاب مدربة على كشف الألغام، بينما أنشأت الحكومة البريطانية "فريق ماغ"، وساهمـت الكتيبتان الايطالية والأوكرانية العاملتان في "اليونيفل" في عملية نزع الألغام، بالتعاون مع خبراء سويديين وإيطاليين.

بدورها، خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون دولار أميركي لتنفيذ مشروع نزع الألغام في الجنوب، وبلجيكا مليون يورو وايطاليا 650 الف يورو، الذي يتضمن مسح الأراضي المزروعة من الناقورة حتى مرجعيون امتداداً إلى النبطية واقليم التفاح وصور وبنت جبيل، لا سيما أن إسرائيل ألقت على الجنوب، خلال حرب تموز 2006، أكثر من 5 ملاين قنبلة عنقودية.

وفي حديث لـ"النشرة"، أشار مختار بلدة يحمر سمير قاسم إلى أن المزارعين، الذين يقطفون الزيتون أو يزرعون التبغ، يغامرون لكسب الرزق وجني المحاصيل وهو أمر دونه مخاطر جمّة، مناشداً المعنيين أن يأخذوا بالحسبان خطر تلك القنابل المطمورة في الأرض وهي العدوّ غير المرئي الّذي يحصد الأبرياء.

بينما لفت سميح محسن، من بلدة عربصاليم، إلى أن تلك القنابل تحولت إلى مصيدة للمواطنين، وهم رغم ذلك يعاندون القدر فلا حل لديهم الا ممارسة حياتهم والتنقل لجني المحاصيل، مشيراً إلى أن الأهالي يناشدون المعنين، خاصة الجيش اللبناني، الإسراع في انهاء عملية إزالة تلك القنابل.